العنف داخل العائله موجود بكل المجتمعات المتخلفة وكذلك المتحضرة ولكن بتفاوت بين مجتمع وآخر ، فكثيراً ما يكون العنف ناتجاً عن أسباب لا قيمة لها إلا أن تأثيره على الاولاد كبيرا جداً , فهناك أطفال صغار يتعرضون للعنف ,والعنف أنواع ، لكني لا اريد أن أتحدث عن انواع العنف ومسببات العنف داخل العائله, بل اريد أن اركز على آثاره السلبيه على الأطفال , فالعنف العائلي يجعل الأطفال يكبرون ويعيشون في جو متوتر ومهدد ، ولا يوجد به اطمئنان واستقرار ، وان الكثير من الأطفال المعرضين للعنف بشكل مباشر , يظهر لديهم أعراض مرضية جسدية ونفسية خطيرة وأحياناً قد تدوم لفترة طويلة جداً ، من بينها الألم النفسي ، وأثر سلبي على النمو والتطور ، وأثر سلبي على الدراسة والتعليم ، وعلى حياتهم الاجتماعية وقدرتهم على التواصل الاجتماعي مع الآخرين ، وعلى حياتهم العاطفية ، وفقدان الثقة بألاهل ،لان أحدهما عنيف والآخر لا يحسن حمايته ، واعتقاد هؤلاء الاطفال أنهم غير مهمين لدى اهلهم , وبالتالي يُقلل من شأنهم ، وقد يؤدي هذا إلى تأنيب النفس وتحميلها مسؤولية مشاكل البيت ، وكذلك يعانون من مشاكل في نمو وتوازن الشخصية ، وألم في البطن ، وصداع ، وقلق ، وعدم الشعور بالطمأنينة ، ويكونون في المستقبل عرضة سهلة لعنف الآخرين عليهم كما يكونون معرضين للاعتداء على الآخرين مستقبلاً ، والانحراف في فترة المراهقة ، والإصابة بالأمراض العقلية ، وتؤكد هذه الدراسات أن الكثير من الرجال المصابين بالعنف في بيوتهم كانوا معرضين بشكل لا مباشر للعنف من آبائهم نحو أمهاتهم وهم صغار ، فالطالب المعرض للعنف ، تظهر عليه السلوكيات التالية:
- صعوبة التعلم , صعوبة الانتباه والتركيز , رفض القيام بالواجبات المدرسية ، وإذا فعل لا يقوم بها إلا بشق الأنفس ، بعد خوض حرب مع والديه. إهمال حاجياته . عدم الالتزام بمسؤولياته واللامبالاة. ضعف انتمائه إلى عائلته. صعوبة التعامل مع الزملاء وأساتذته والأهل والأقارب. يشخصّون بفرط النشاط في الفصل . العناد والسلوك باتجاه معاكس والتلاعب والتحايل. سلوك انعزالي. - التهور والقيام بتصرفات غير إرادية. حل مشاكلهم بالعنف مما يؤدي إلى ابتعاد زملائهم عنهم. التأهب والحذر الدائم.
الآن لا بد من معرفة كيف تصل الأمور بالطفل إلى هذا الحد بسبب العنف الأسري حتى نقنع أولياء الأمور بضبط أنفسهم وإعطاء صورة جيدة ومتوازنة ورحومة وجدية لأطفالهم لاعانتهم على النمو السليم والتعامل المقبول والمرغوب به وإرضاء الله في خلقه ، أي أطفالهم كبار وصغار.
الدكتور صالح نجيدات