الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 21:02

معركة الرئيس عباس مع البرغوثي و دحلان في المؤتمر الثامن-بقلم / سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 20/03/22 00:10

كان من المقرر ان ينعقد المؤتمر الثامن الحركي في 21/3/2022 احتذاءا وبتنسيب شعبوي لذكرى معركة الكرامة الخالدة التي نقلت نضال الشعب الفلسطيني نقلة نوعية على طريق حرب الشعب والكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية ، هذه التسمية التي ارادوا منها استدرار عواطف النخب والحرس القديم و مزيدا من محاولة عملية اقناع الاجيال بأنهم ينتسبون لهذا الجيل الذي شق طريق لكفاح المسلح والثورة الشعبية لتحرير فلسطين واقامة الدولة الديمقراطية . في حين ان هذه لتسمية للمؤتمر الثامن الحركي لا تمت بصلة لمنهجية الرئيس عباس والبرنامج الذي اقرته الاطر العليا التي لا تتخطى ارادة الرئيس محمود عباس في تحديد البرنامج الذي يريد وبرنامج محمود عباس معروف للجميه ضد الثورة والكفاح المسلح والمقاومة الشعبية التي جسدتها الانتفاضة الاولى وانتفاضة ياسر عرفات الثانية التي شارك فيها و في تفاعلها ليس فقط نخب من الاجهزة الفلسطينية والفتحاوية بل من جميع الفصائل بل هو ليس مع اطلاق اي رصاصة حتى لو رصاصة واحدة على مستوطنة اسرائيلية وهو يعمل جاهدا على تثبيت الوضع على ما هو عليه في ظل استيطان متزايد واندفاع هجمات همجية من المستوطنين على القرى والاراضي والحقول الفلسطينية وهو القائل ايضا ان التنسيق الامني سيستمر حتى ان لم نصل الى اي مفاوضات او حلول سياسية .

قبل اسبوع تم تأجيل المؤتمر الحركي الثامن الى منتصف مايو وقد سبق ان تم تشكيل لجنة تحضيرية لإعداد المؤتمر والتي اقرت عضويته والمشاركين فيه 1200 عضو باستثناء رموز من قيادات القطاع الغربي والاسرى الامنيين التي يخشى عباس من اشتراكهم بانفعال امريكي و اوروبي اكثر صرامة على اعتبار ان اسرائيل وامريكا واوروبا تعتبر هؤلاء خارج القانون وارهابيين هذا السبب الاول اما السبب الثاني ان هؤلاء قد يؤثرون على برنامج عباس باعداد قيادات جديدة وبناء مؤسسات بوجود جديدة اكثر موالاة له والترتيبات لما بعد محمود عباس التي نقلت وسائل الانباء ان امريكا اعطته عام او عام ونصف لكي يسلم السلطجة لورثته هؤلاء النخب المستبعدة سواءا الموالية في وجهة نظرها للبرغوثي او دحلان .

خطة محمود عباس التي حددت المؤتمر في 21/3/2022 يبدو انها لم تنجح في انهاء التيارات الموالية للبرغوثي او محمد دحلان او خطته التالية في ازاحة ما تبقى من الحرس القديم مثل العالول وان جاز التعبير جبريل رجوب وانهاء وجود البرغوثي في اطر حركة فتح علما بأن البرغوثي عضو لجنة مركزية حصد اعلى الاصوات في المؤتمر السابع .

بلا شك ان البرغوثي له شعبية وحاضنة في الضفة الغربية والشتات ايضا بالاضافة الى المعارض الاخر لنهج محمود عباس الذي اصبح يشكل بالتيار الاصلاحي تهديد فعلي للمنظومة التنظيمية والمؤسساتية لمحمود عباس وخاصة في قطاع غزة والمخيمات في الضفة ولبنان .

يواجه البرغوثي حملة تعتيم اعلامية كاملة بالاضافة للظرف الاستثنائي لوجوده في المعتقل اما محمد دحلان فيمتلك الة اعلامية لا بأس بها وان لم تصل للنضوج المطلوب رغم مساهمات محمد دحلان من خلال التيار الاصلاحي بأنشطة كبيرة تحترم في المستوى المضمون الاجتماعي والازمات الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة .

سبب تأجيل المؤتمر هي الحسابات الدقيقة التي قام بها محمود عباس ومستشاريه بعدم حسم نتائج هذا المؤتمر وان كان محمود عباس وبموافقة المجلس المركزي استطاع تسريب المواليين الجدد له واكثر ولاءا مثل حسين الشيخ وتحضير ماجد فرج المرشحين للمركزية مجددا بالاضافة للتنفيذية وامانة سرها بعد ان احكم سيطرته على مؤسسة رئاسة المجلس الوطني من خلال روحي فتوح .

الاخطر هنا ما يشكله البرغوثي من تهديد فعلي لترتيبات محمود عباس القادمة والتأجيل يأتي في اطار مراجعة كل الاسماء والخطة القديمة لاعداد المؤتمر في 21/3 وما يعده رجوب والعالول و الطيراوي رغم ان نهج البرغوثي ودحلان قد يختلف كثيرا عن نهج هؤلاء للاصلاح في حركة فتح وارتباطات السلطة باسرائيل .

سبق للرئيس محمود عباس ان قام بتأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية من تهديدات قائمة وخطره التي تهدد نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية من ما يمكن ان يحصده التيار الاصلاحي من مقاعد في المجلس التشريعي التي بينت الاستطلاعات انها من الممك ان تكون من 20% الى 25% هذا بالاضافة للمؤيدين للبرغوثي وهذه المرة ايضا يقع محمود عباس في "في الشرك او العقدة" وبالتالي يبحث عن مواليين له من اعضاء في المؤتمر الثامن ، المشكل هنا في عملية الخداع الكبرى التي حدد فيها موعد المؤتمر الثامن الاول والمؤتمر الثامن في 15 ايار يوم النكبة ند الفلسطينيين "ويوم استقلال ما يسمى اسرائيل عند الاسرائيليين" عملية باطنية ضخمة تحدد سلوك الرئيس عباس .

بالقطع ان التيار الاصلاحي حدد موقفه انه لم ينسحب من داخل حركة فتح ويعمل بكافة الميكانيزمات من اجل عملية استرجاع فتح كما يقولون كما البرغوثي الذي قد ينفض يديه من كل الاتفاقيات الموقعه مع الاسرائيليين والذي مارست السلطة ضغوط ضخمة من اجل ان لا يدرج اسمه في اي صفقة تبادل والافراج عن البرغوثي يدخل في وجهة نظري من خلال تفاهمات امريكية اقليمية لتسوية يمكن ان تحدث بحدوث عدة متغيرات في المنطقة ولكن من المهم هنا ان نذكر ان قائد التيار الاصلاحي وفي اكثر من مناسبة وحديث تحدث عن دعمه الكامل لمروان البرغوثي .

اذا يواجه عباس معارضة قوية سواءا من داخل نهجه او من خارج نهجه فأي من المعادلات التي قد تحكم بين مصالح النهج الواحد في الضفة و اي من المعادلات قد تفرض وجود المعارضة بدلا مما يعده محمود عباس من ورثة له قد تتناسب مع الرضا الامريكي والاسرائيلي .

بقلم / سميح خلف

مقالات متعلقة