الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 20:01

مأساة منع لم الشمل الفلسطيني حاضرة في رهط والنقب: أصعب اللحظات حين لا أستطيع احتضان أمي يوم عيدها

ياسر العقبي
نُشر: 22/03/22 10:43,  حُتلن: 15:24

النساء الفلسطينيات على طرفي الخط الأخضر هنّ الضحية الأولى لقانون منع لم الشمل العنصري، فعلى مدار عقدين من عمر القانون الذي كان يجدد سنويا، يحرم الفلسطيني حصرا إذا كان زوجا أو زوجة من لم شمل شريك حياته تحت سقف واحد في بيته وبلده، إذا كان هذا البيت يقع في إحدى بلدات الجليل والمثلث والنقب أو أي مدينة أخرى داخل الخط الأخضر، ولمن يوجد لديه أقرباء في قطاع غزة – يُحرم حتى الالتقاء بهم.
عشرات الآلاف يعانون الأمرّين بسبب هذا القانون العنصري، الذي يؤكد التمييز الصارخ بحق العرب عامة في دولة إسرائيل.
إيناس سليمان السيد، متزوجة منذ 23 عاما، وأم لـ12 طفلا، تتردد على وزارة الداخلية من أجل لم الشمل، وفي كل مرّة يرسلونها لتجديد المستندات والأوراق الثبوتية، وحين تسافر إلى الظاهرية قضاء الخليل.
حميدة السيد تعاني منذ ثلاثين عاما من قضية لم الشمل، وهي تبقي بدون تأمين صحي ولا إقامة ولا تحصل على أي حقوق أو دعم من أية مؤسسة. وتضيف: "لا استطيع أن اصطحب ابنتي القاصر إلى الظاهرية، لأنها غير مسجلة رسميا في هويتي ويوقفونها على الحاجز".

أصعب يوم يمر علي حين يحتفل الجميع بعيد الأم

فاطمة الزاملي، من مدينة رهط، وهي أم لثمانية أولاد وجدة لحفيدة تعيش في البلاد منذ 30 عاما، وهي تحمل مواطنة وهوية وجواز سفر، ولكنها ممنوعة من الالتقاء بوالدتها في غزة. وتقول إنها تضطر أن تتحدث مع والدتها عبر الفيديو في الهاتف لتطمئن عليها. وتقول: "لدي خيمة سياحية وتستقبل العرب واليهود وأشكر الدولة على منحي المواطنة وجواز السفر والهوية، ولكنني منذ 14 عاما لم ألتقِ بعائلتي، بادعاء الحفاظ على حياتي. نريد تصريحا من الدولة للإلتقاء بأهلنا في غزة، أنا وكل العائلات التي لها أقرباء في القطاع. ابني عبد المجيد احتضنته جدته وهو ابن سبعة أشهر واليوم عمره 14 عاما، واليوم يراها فقط عبر الفيديو بالهاتف، ويقول لجدته (نفسي أقعد معك وأحضنك)".
وتضيف والدموع تنهمر من عينيها: "هذا هو أصعب شهر يمر علي، وكل عام أحتفل مع البلدية والمركز الجماهيري وأجعل الجميع يضحك ويفرح ويغني بمناسبة عيد الأم، ولكنني لا استطيع أن أشعر بيوم الأم. أمي على قيد الحياة ولكنني لا استطيع أن احضنها".

"منع التقاء العائلات جريمة"

الناشطة الاجتماعية بهاء نور الدين، تقول في حديث لمراسل "كل العرب": "هذه قضية عذاب والسيدات لا تيأسن أبدا. أناشد أعضاء الكنيست العرب واليهود وأي إنسان له مكانة وصلاحية أن يقوم بتحريك هذه القضية. هذه مأساة وجريمة أن يتم منع التقاء العائلات معا".
أما الناشط أمير أبو قويدر، ابن قرية الزرنوق، الذي تحدث امام النساء في رهط حول عملية تقديم لم الشمل، فقال: "التقيت مع مجموعة كبيرة من النساء اللاتي يعانين من قضية منع الشمل. لا يستطعن السير في الشارع براحة ولديهن انعدام الإحساس بالأمان، لأنهن معرضات للملاحقة والاعتقال في كل لحظة. حتى مقومات الحياة الأساسية من انعدام العلاج الطبي أو عدم قدرتهن على التواصل مع الأهل جاء نتيجة سياسة قانون منع الشمل، وهذه فرصة للنساء للتخفيف عن أنفسهن في ظل هذه المعاناة".
آلاف العائلات الفلسطينية تتوق إلى لم شمل أفرادها بعد سنوات وعقود من الحرمان. ورغم موافقات إسرائيلية محدودة للم الشمل منحت العام الماضي لخمسة آلاف فلسطيني، ما تزال الطريق طويلة لحل مشاكل آلاف آخرين.. ولكن النساء اللاتي التقين بهن لا يعرفن اليأس. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.64
USD
3.83
EUR
4.58
GBP
345396.42
BTC
0.50
CNY