تزامنًا مع بدء شهر رمضان المبارك، وما يحمله من الخير والبركة، وما يحمله أيضا من تحديات للمرضى بشكل عام ولمرضى السكري بشكل خاص، بادر بروفيسور نعيم شحادة، رئيس الجمعية الإسرائيلية للسكري ومدير مشروع "سفيرا" السكري في الجليل، عشية بدء شهر رمضان المبارك الى ندوة عبر شبكة الزوم تحدث من خلالها الى المشاركات والمشاركين عن إمكانيات الصوم لمرضى السكري لضمان أمانهم وعن التوصيات الطبية والغذائية خلال الشهر الفضيل. وعن ضرورة تجنب فئات معينة من المرضى للصوم وضرورة كسر الصيام في حالات معينة. كما وشارك في الندوة وادار النقاش مدربة الصحة رنين أسعد والتي وفرّت أيضا نصائح غذائية لتسهيل أداء فريضة الصوم.
كما وأشار بروفيسور شحادة في بداية حديثة الى أن شهر رمضان المبارك يشكل فرصة ذهبية لتحسين توازن السكر في الدم، ويعود بالفائدة على جميع مرضى السكري المسموح لهم الصوم خلال وبعد الشهر الفضيل. وشدد على أن الدين والعلم يتوافقان على ضرورة تجنّب الصوم لفئات معينة من مرضى السكري وأهمية التواصل مع الطبيب المعالج وكسر الصيام في الحالات التالية: إذا كان السكر أقل من 60 أو إذا كان السكر أقل من 70 في الساعات الأولى للصيام، إذا كان السكر أكثر من 300 أو عند الشعور بالوهن أو الضعف الشديد. وأشار الى أهمية فحص نسبة السكر بانتظام وإجراء الفحص الذاتي للسكر بوتيرة عالية قبل كل وجبة فطور وما بعدها، وبعد السحور وأثناء الصيام ولدى الشعور بأعراض هبوط السكر التي تشمل: تعرق، ازدياد خفقان القلب، رعشة في الأطراف، تشويش وعدم وضوح الكلام والتواصل مع الطبيب المعالج واطلاعه على المعطيات.
بروفيسور نعيم شحادة
من جهتها اشارت مدربة الصحة رنين أسعد والتي ادارت هذه الندوة الهامة أن التغذية السليمة تعتبر عاملا مهما في التخفيف من معاناة الصائمين وسلامتهم وأوصت على ضرورة الالتزام بوجبة السحور وتناول وجبات فطور صغيرة ومتعددة. وتجنب الاطعمة المالحة والتقليل من الحلويات والأغذية الدسمة. كذلك شرب السوائل بكثرة حيث أوصت بشرب من 8-10 أكواب من الماء بعد الفطور، وتجنب المشروبات التي ترفع مستويات السكر في الدم مثل العصير، المشروبات الغازية، ومشروبات الطاقة، والمشروبات الساخنة المحلاة بالسكر. كذلك تجنب ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام.
وأضاف شحادة أن معظم مرضى السكري من النوع الثاني يستطيعون الصيام بأمان في رمضان شرط تلقي الارشاد اللازم قبل وأثناء فترة الصيام. الا أن ثمة فئة من مرضى السكري لا يمكنها الصيام في رمضان. لذا تم تصنيف مرضى السكري الى أربع فئات:
الفئة الأولى: هم المصابون بالسكري ذوو الاحتمالات الكبيرة جدا للمضاعفات الخطيرة بصورة مؤكدة مثل: الذين عانوا من حدوث هبوط السكر الشديد أو المتكرر أو فقدان الحس بنقص السكر (خلال الأشهر الثلاثة التي تسبق رمضان)، حدوث الغيبوبة السكرية او الحماض الكيتوني خلال الاشهر الثلاثة التي تسبق رمضان. الذين يمارسون مضطرين أعمالا بدنية شاقة والذين يجرى لهم غسل الكلى والنساء الحوامل.
الفئة الثانية: وجود احتمال كبير لحدوث مضاعفات نتيجة الصيام والتي يرجح الأطباء حدوثها وتشمل: ارتفاع السكر اغلب الوقت فوق 200 ملغم / دسل او مخزون السكر التراكمي أكثر من 10% ، قصور كلوي ، اعتلال القلب والشرايين الكبيرة ، الذين يسكنون بمفردهم، كبار السن المصابون بأمراض أخرى، الذين يتلقون علاجات تؤثر على العقل.
في هاتين الفئتين المذكورتين اعلاه تم البت من قبل مجمع الفقه الإسلامي في سنة 2010 بأنه " يتعين شرعاً على المريض ان يفطر ولا يجوز له الصيام، درءً للضرر عن نفسه".
أما مرضى السكري المنتمون للفئة الثالثة والرابعة فهم ذوو الاحتمالات المتوسطة والمنخفضة للتعرض للمضاعفات نتيجة الصيام ويشمل ذلك المصابين بالسكري ذوي الحالات المستقرة والمسيطر عليها بمساعدة الحمية أو بتناول الأدوية. هؤلاء المرضى يستطيعون الصيام في رمضان شرط تلقي ارشاد لصيام آمن.
مدربة الصحة رنين أسعد
وفي سياق متصل قال بروفيسور نعيم شحادة، رئيس الجمعية الإسرائيلية للسكري ومدير مشروع "سفيرا" السكري في الجليل: " هذه الندوة هي جزء من الحملة التوعوية التي بادر اليها مشروع "سفيرا" السكري في الجليل بمناسبة الشهر الفضيل. يعتبر هذا المشروع بشرى سارة لمنطقة الشمال والجليل والمجتمع العربي الذي يشكل غالبية سكانه، وبدأ تنفيذه في خمس بلدات وهي: الناصرة، شفاعمرو، سخنين، نوف هجليل وصفد وتستخدم فيه كل الأدوات المتاحة من أجل تقليص عدد من ينتقلون من مرحلة "ما قبل السكري" الى مرض السكري بنسبة 50%". وأضاف: " هذا المشروع على اسم راسل بيري، تقوده كلية الطب على اسم عزريئيلي في جامعة بار إيلان في صفد وهو مشروع شمولي، يدمج ويربط بين البحث العلمي وعلاج مرض السكري والمجتمع والميدان، ويهدف الى تقليص معدلات الموت والاصابة المرتفعة في الجليل بمرض السكري ومضاعفاته ومنعها والوقاية منها. يعالج المشروع، الذي يمتد على مدار عشر سنوات، التحديات والعوامل متعددة المجالات، التي تؤثر على معدّلات الإصابة بمرض السكري وموازنته. كذلك بناء شراكات مع السلطات المحلية، صناديق المرضى والمراكز الطبية في الجليل، المكاتب الحكومية، مؤسسات المجتمع المدني، والمنظمات الاهلية من أجل تحقيق الأهداف المنشودة. وعلى سبيل المثال سيتم العمل مع السلطات المحلية لخلق بنية تحتية متطورة تعزّز نمط الحياة الصحي، مثل مسارات المشي، ودوريات الفحص السريع للسكري بالإضافة الى بحث أكاديمي ومسح ميداني شامل يمّكن تطبيق التكنولوجيات الطبيّة المستقبلية والمتطورة على أرض الواقع".
نتمنى لكم صيامًا آمنًا