أحيت جماهيرنا العربية الفلسطينية وقواها الوطنية والسياسية وهيئاتها التمثيلية ذكرى يوم الأرض الخالد، الذي شكل نقطة مفصلية ونقلة نوعية في كفاح الجماهير الفلسطينية في الداخل ضد سياسة مصادرة الأرض وهدم البيوت العربية والحصار السياسي.
وفي هذا اليوم نستحضر ذكرى الشهداء الأبرار الذي سقطوا في معركة الذود عن الأرض، ونرسخ روايتنا الفلسطينية وننقلها للأجيال الجديدة والناشئة، ونتمسك بالهوية وتراب الأرض أكثر.
ورغم رمزية يوم الأرض وما يمثله ويجسده من رسوخ وانغراس في التراب الوطني، إلا أن هذا اليوم يفقد وهجه عامًا بعد عام، ويتجلى هذا الأمر في حجم المشاركة الجماهيرية، في الوقت الذي من المفترض أن تكون المشاركة أكبر في هذه المناسبة وكل مناسباتنا الوطنية، في ظل الظروف السياسية التي نمر بها، التي يتواصل فيها مسلسل المصادرة وهدم البيوت العربية بحجة عدم وجود تراخيص بناء.
وهذا بنظري يعود لعوامل ذاتية وموضوعية ولأسباب مختلفة، منها الاحتفالات والتقاليد الروتينية المملة، وعدم إجراء أي تغييرات على هذه الاحتفالات، وتراجع العمل السياسي، وانحسار الوعي الوطني والثقافة السياسية، وضعف نشاط الأحزاب السياسية، والتفكيك الحاصل بين وحدة شعبنا، والانقسام السياسي بين القوى التي تمثل شعبنا، فضلًا عن خطاب الأسرلة والنهج الجديد- القديم الذي يروج له عباس منصور والقائمة العربية الموحدة، ناهيك عن الوضع السياسي العام المحبط، وكلنا أمل بمستقبل أفضل لمواصلة السير في درب النضال حتى النهاية.
معركة الأرض لم تنتهِ، بل هي مستمرة ومتواصلة حتى الآن، ويمكننا القول ان كل الأيام الفلسطينية هي يوم الأرض، ففي كل يوم تصادر المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة الأراضي العربية في الجليل والمثلث والنقب، وتبني المستوطنات الجديدة، وتهدم البيوت، وتهجر السكان، وشعبنا الذي تمرس في النضال والكفاح، فالأرض بالنسبة لشعبنا هو فعل إيمان وعقيدة وفعل إرادة ومقاومة وكفاح دؤوب ومثابر.
وعلى ضوء التراجع الجماهيري في المشاركة بفعاليات يوم الأرض، فإن المطلوب طرح مبادرات وأفكار جديدة لإحياء ذكرى هذا اليوم العطرة المجيدة، وأن تأخذ القوى الوطنية والسياسية دورها الطليعي والريادي في التحشيد والتعبئة والتوعية بأهمية هذه المناسبة، وتعزيز الانتماء والهوية الوطنية، ولفظ النهج السياسي الجديد، نهج التوسل والاستجداء والاستسلام، وكل يوم أرض وشعبنا بخير وسلام.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com