لم أستغرب أبداً عندما قرأت المديح الذي كالته الصحفية البحرينية التي تحمل اسم عهدية أحمد السيد لزميلها أو بالأحرى "لأخيها" الصهيوني أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي. فقد نشر أدرعي على حسابه في تويتر فيديو للقائه الإعلامية البحرينية في تل أبيب، وشكرها "على جهودها لإظهار الحقيقة عن إسرائيل" حسب زعمه. وطبعاً (الحقيقة) التي يريد سماعها (والحقيقة) التي يريد سماعها نظام البحرين (المطبّع) وليست الحقيقة عن حقيقة إسرائيل كما يعرفها العالم.
من يقرأ ما كتبته "عهدية" عن لقائها مع الناطق الرسمي لجيش قتل الآلاف من الشعب الفلسطيني، وارتكب الآلاف من المجازر ضد العرب في لبنان وسوريا والأردن ومصر والعراق وغزة، يلمس مدى النفاق والتدليس والتملق من بحرينية مطبعة إلى مسؤول في جيش الإحتلال، وكأن هذا الناطق (حسب كلامها) ينتمي إلى جيش صديق للشعب العربي.
تقول عهدية في مديحها للناطق باسم الجيش الإسرائيلي: " تشرفت باللقاء بك وفخورة بصداقتنا، ومهما عملت، فإنك تستحق أكثر من الشكر والتقدير، وأعود للبحرين وأنا كلي حب للشعب الإسرائيلي لما تلقيته من كرم وضيافة ومحبة. ومعا سنصنع مستقبلا أفضل للأجيال القادمة. فخورة بوطنيتك المشرفة".
لا أعتقد بأن إنساناً بكامل وعيه ويتمتع بحس وطني لبلده ولأمته ودينه، يفتخر بصداقة ناطق باسم جيش قاتل لأبناء جنسه ودينه وقوميته. وتدعي بنت أحمد سلمان أنها " تعود للبحرين مليئة بحب الإسرائيلي، ومقتنعة بأنها تستطيع صنع مستقبل معه للأجيال القادمة". ما هذا الهراء والنفاق يا عهدية؟ فهل أحببت الإسرائيلي لأنه قاتل للفلسطيني، أم لأنه عنصري محتل؟ وكيف ستصنعين (كعربية) مستقبلاً مع إسرائيلي ينادي أبناء قومه (الموت للعرب) إلا إذا كنت تعتبرين نفسك غير عربية. ولن أستغرب أبداً إذا سمعت يوما ما أنك اعتنقت الديانة اليهودية، استناداً نفاقك ومواقفك.
ثم تستمر المنافقة البحرينية في مدح أفيخاي بقولها انه "وطني شريف". هذا التقييم يصدر فقط عن إسرائيلي صهيوني الإنتماء أو عربي صهيوني الأفكار. وأنت على ما يبدو جامعة للحالتين معاً. وبناءً على مواقف الزائرة عهدية والمضيف أدرعي والنفاق المتبادل بينهما فليس من المستبعد منحها جنسية إسرائيلية فخرية ومضيفها جنسية بحرينية لإكمال رابط المواقف بالقرابة.
في شهر حزيران/يونيو العام الماضي شاركت عهدية البحرينية الجنسية والصهيونية المواقف في مؤتمر تطبيعي عبر الفيديو، نظمته رابطة الصحافة اليهودية الأمريكية (AJPA) ادعت فيه بأنها تتعرض وبعض الإعلاميين العرب للتهديد عقب مباركتهم لاتفاقيات التطبيع الذي وقعته عدد من الدول العربية مع إسرائيل. تشتكي لرابطة صهيونية وتطلب المساعدة. وادعت عهدية بأنها في مواقفها، تمثل غالبية الصحفيين البحرينيين. وهذا كذب واضح. فلو كان هذا الأمر صحيحاً لما رفضها معظم الصحفيين في البحرين لتجديد انتخابها رئيسةً لجمعية الصحفيين في البحرين بسبب تلميعها وتطبيلها لاتفاق التطبيع وبسبب النفاق لإسرائيل.
وبالرغم من قرب عهدية أحمد السيد من دوائر صنع القرار في البحرين، إلاً أنها لم تتمكن من البقاء في رئاسة جمعية الصحفيين في البحرين، والتي أدان معظم منتسبيها مشاركة عهدية في ندوات تطبيعية حضرها إسرائيليون للترويج لثقافة التطبيع والتعايش مع إسرائيل.
ويبدو واضحاً أن المطبعة المنافقة عهدية أحمد سليمان حاقدة على الإخوان المسلمين، لأنها تعتقد بأن من يهاجم اتفاق أبراهام يريد "أن "تخلو الساحة لمن لا يريدون السلام وتخلو الساحة لتنظيم الإخوان المسلمين الذي يحمل صوت الكراهية والحقد، والصوت الذي لا يريد أن يرى أي تغيير في المنطقة". ولا شك أن موقف عهدية نابع من موقف النظام، الذي تعتبر عهدية بوقا إعلامياً له.
وحسب تصريحات عهدية فانها تؤمن بان"السلام مع إسرائيل سيحقق أمنا وازدهارا في المنطقة"، وان المقاومة الفلسطينية إرهاب"، وتعول بالمقابل على التحالف مع إسرائيل، محملة الفلسطينيين مسؤولية التصعيد. موقف عهدية هو موقف إسرائيلي صهيوني بامتياز.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com