الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 25 / نوفمبر 08:02

يجب تغيير الثقافة التي تحرض على العنف في أسرنا/ بقلم: د. صالح نجيدات

د. صالح نجيدات
نُشر: 27/04/22 08:07,  حُتلن: 08:10

عندما تحدث جريمة في مجتمعنا يتساءل الكثيرون لماذا حدثت هذه الجريمة؟ وأحيانا تحدث هذه الجرائم بسبب أمور بسيطة وتافه مثل , بحرني وبحرته او بسبب شتيمة او كلمة جارحة أو بسبب مشكلة اسرية..

و يعزي البعض السبب الى سوء تربية الاسرة وتهاونها في معاملة أبنائها , وتناسى الجميع وتجاهل ان المسؤول الأساسي عن اندفاع الشباب في الرد بعنف وقوة على من يسيء إليهم هي الثقافة المجتمعية التي تربوا ونشأوا عليها منذ صغرهم والتي تتضمن رد الاعتداء بالاعتداء المماثل وبعنف , لان هذا هو الحل الامثل للتعامل مع المشكلات التي تواجههم كما تربوا عليه ، الا يؤنب الاب ابنه حين يأتيه من المدرسة يبكي من اعتداء زملائه عليه ويلزمه ان يرد عليهم الاعتداء بأعنف منه ؟ فهذا مفهوم الرجولة للأسف في مجتمعنا ، الذي تزرعه الاسر في نفوس ابنائها.. بل وصل الامر الى ان يقوم بعض الاهالي بزرع مشاعر العصبية العائلية او الطائفية والكراهية والبغضاء في نفوس أبنائهم لمن يختلف معهم بالدين والعقيدة، وكانت نتيجة هذه الثقافة الخاطئة تشجيع الشباب باستعمال العنف مع كل من يمس بهم ولو بكلمة واحدة !

كذلك ينشأ العنف لدى الشباب بسبب التهاون معهم في فترة المراهقة، بحيث لا تتم محاسبتهم عند قيامهم بالاعتداء على الآخرين والتسبب بالأذى لهم بعذر انهم ما زالوا صغارا.ولا ننسى العنف الذي يحدث في المجتمع من شجارات عائلية وما يشاهده الشباب من افلام عنف وما ينشر في اليوتيوب وما ينشر في الوسائل الاخرى , كل هذا ينعكس سلبا على نفسيتهم وتصرفاتهم ويصبح لديهم العنف نمط حياة .
ان الحل الأمثل للحد من عنف الشباب هو بتغير التربية السلبية في أسرنا وتعليم أولادنا منذ الصغر على استعمال أسلوب الحوار وعلاج المشاكل بالعقل والتروي وبالتي هي احسن وليس بالعنف القاتل , وكذلك علينا تربيتهم على تقبل الاخر الذي يختلف عنهم والعيش معه باحترام ونبذ العنف والتعصب بكل انواعه .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة