بلغت المحكمة المركزية في بئر السبع طاقم الدفاع، أن جلسة الطفل أحمد مناصرة التي تحددت اليوم الأربعاء للنظر في طلب سلطة السجون الإسرائيلية لتمديد العزل الانفرادي ستعقد في مقر المحكمة الكائن في سجن ايشل في بئر السبع.
وكانت قد قدمت سلطة السجون الاسرائيلية إلى المحكمة المركزية في بئر السبع طلب لتمديد العزل الانفرادي للأسير الطفل-الشاب أحمد مناصرة لستة أشهر أخرى.
وقال رئيس طاقم الدفاع عن مناصرة، المحامي خالد الزبارقة، إنّه "في ظل الوضع النفسي الذي يعاني منه الأسير أحمد مناصرة، يشكل العزل الانفرادي خطورة حقيقية على سلامته النفسية والجسدية". ويعاني مناصرة (20 عاما) الذي اعتقل بعمر 13 عامًا، من اضطرابات نفسية جراء العزل والتعذيب الجسدي والنفسي خلال سنوات اعتقاله السبعة، كما يعاني أيضًا من ورم دموي في الجمجمة نتيجة الاعتداء عليه أثناء اعتقاله، ما يُسبّب له صداعًا وآلامًا شديدة، حسب بيان صدر عن عائلته.
واعتقل مناصرة عام 2015 طفلًا ، بعد إطلاق الرصاص عليه وابن عمه حسن مناصرة (13 عامًا)، بزعم محاولتهم تنفيذ عملية طعن. واستشهد الطفل حسن فيما أصيب أحمد بكسور في الجمجمة إثر الاعتداء عليه بالدهس والضرب.
هذا ووصل بيان صادر عن نادي الأسير جاء فيه ما يلي: "ادي الأسير: قال رئيس نادي الأسير الفلسطينيّ، قدورة فارس إنّ استمرار أجهزة الاحتلال الإسرائيليّ جريمتها بحقّ الأسير أحمد مناصرة، دون أدنى اعتبار للحالة الصحيّة والنفسيّة التي وصل لها، جرّاء عمليات التّعذيب المُمنهجة التي مورست بحقّه على مدار سنوات ومنها عزله الإنفراديّ، أمر ليس مستغربًا، فهذا هو نهج الاحتلال".
وأضاف البيان: "جاء تصريح فارس تعقيبًا على جلسة المحكمة المقررة للأسير مناصرة اليوم لتمديد أمر عزله الإنفراديّ، واعتبر فارس إنّ نية الاحتلال بتمديد عزله الإنفراديّ لمدة ستة شهور جديدة، يؤكّد أنّ الاحتلال ماضٍ في قهره وحرمانه من عائلته والإمعان ما أمكن في هذا القهر، وعلى الرغم من أننا ندرك أنّ المحكمة المنعقدة اليوم ليست المخولة بالإفراج عنه، إلا أنّها منظومة متكاملة تعمل من أجل تحقيق أقسى أنواع القهر والتّنكيل بحقّه. وأكّد فارس إنّ الاحتلال يحاول أنّ يضع هذا القهر والإمعان فيه، بحقّ أحمد، في إطارات تبدو ظاهريًا أنها "قانونية"، للانتقام منه ما أمكن. وتابع، أنّه وحتّى في المسارات "القانونية" وفي إطار ما يتيحه القانون الإسرائيليّ، عمّل الاحتلال على التسويف والمماطلة في التعامل مع قضيته والتضييق على أيّ مسار كان بالإمكان أنّ يساهم في إنقاذه، وهذا يعكس ويؤكّد أنّ الجريمة التي تنفّذ بحقّ أحمد هي جريمة تُشارك فيها كافة أجهزة الاحتلال بأعلى مستوياتها كاملة متكاملة، فاليوم أحمد وحيدًا يواجه "دولة" متطرفة وعلى مستويات متعددة".
وتابع البيان: "من الجدير ذكره أن أحمد مناصرة الذي واجه الاعتقال والتعذيب منذ أنّ كان في ال13 من عمره، هو واحد من بين مئات الأطفال الذين يتعرضون لعمليات الاعتقال والتّعذيب في سجون الاحتلال سنويًا، إضافة إلى سياسة الإهمال الطبيّ المتعمد (القتل البطيء). ويبلغ عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال اليوم نحو 170 طفلًا".
عن الطفل أحمد مناصرة
ولد الأسير أحمد مناصرة في تاريخ 22 كانون الثاني / يناير 2002، في القدس وهو واحد من بين عائلة تتكون من عشرة أفرد، له شقيقان وهو أكبر الذكور في عائلته، بالإضافة إلى خمس شقيقات. قبل اعتقاله عام 2015 كان طالبًا في مدرسة الجيل الجديد في القدس، في الصف الثامن وكان يبلغ من العمر في حينه 13 عامًا. قصة أحمد لم تبدأ منذ لحظة الاعتقال فقط، فهو كالمئات من أطفال القدس الذين يواجهون عنف الاحتلال اليوميّ، بما فيه من عمليات اعتقال كثيفة ومتكررة، حيث تشهد القدس أعلى نسبة في عمليات الاعتقال بين صفوف الأطفال والقاصرين. في عام 2015، ومع بداية "الهبة الشعبية" تصاعدت عمليات الاعتقال بحقّ الأطفال تحديدًا في القدس، ورافق ذلك عمليات تنكيل وتعذيب ممنهجة، وكان أحمد جزءًا من مئات الأطفال في القدس الذين يواجهون ذات المصير.
في تاريخ 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، تعرض أحمد وابن عمه حسن الذي استشهد في ذلك اليوم بعد إطلاق النار عليه وأحمد، لعملية تنكيل وحشية من قبل المستوطنين، وفي حينه نشرت فيديوهات لمشاهد قاسية له كان ملقى على الأرض ويصرخ وهو ومصاب، ويحاول جنود الاحتلال تثبيته على الأرض والتنكيل به، وتحولت قضيته إلى قضية عالمية. وشكّل هذا اليوم نقطة تحول في حياة أحمد، بعد اعتقاله وتعرضه لتحقيق وتعذيب جسديّ ونفسيّ حتّى خلال تلقيه العلاج في المستشفى، ونتيجة ذلك أصيب بكسر في الجمجمة، وأعراض صحية خطيرة. لاحًقا أصدرت محكمة الاحتلال بعد عدة جلسات حُكمًا بالسّجن الفعلي بحقّ أحمد لمدة 12 عامًا وتعويض بقيمة 180 ألف شيقل، جرى تخفيض الحكم لمدة تسع سنوات ونصف عام 2017. قبل نقله إلى السجون احتجزته سلطات الاحتلال لمدة عامين في مؤسسة خاصّة بالأحداث في ظروف صعبة وقاسية، ولاحقًا نقل إلى سجن مجدو بعد أن تجاوز عمر الـ14 عامًا.
اليوم أحمد يواجه ظروفًا صحية ونفسية صعبة وخطيرة في العزل الإنفراديّ في سجن "ايشل بئر السبع". عقدت للأسير أحمد مناصرة جلسة في تاريخ الثالث عشر من أبريل الماضي، وفيها أتاحت المحكمة لمحاميه بالنظر في ملفه. وكانت حملة دولية قد انطلقت دعمًا وإسنادًا له للمطالبة بالإفراج عنه.