الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 11:02

اهذه حفلات تخرج؟ ام حفلات زفاف!؟-رائد برهوم - عين رافا

رائد برهوم -
نُشر: 23/05/22 02:40

مع اقتراب العام الدراسي من خط النهاية، وبدأ الطلاب في إقامة حفلات التخرج، يزداد التنافس في تعظيم هذه الحفلات العام تلو الاخر، حفلات مبالغ فيها إلى درجة الإسراف، تقام في قاعات فخمة بعضها في فنادق من فئة خمس نجوم، بعد أن كانت تقام طوال الوقت، داخل باحات المدارس، وتوسعت دائرة تلك الحفلات، التي لم تقتصر فقط على طلاب الثانوية فحسب، بل شملت أيضا المراحل الابتدائية وحتى رياض الأطفال.


هذه الحفلات تحرق جيوب أولياء الأمور، فإن الخريجين والخريجات يبدون اهتماما لافتا بلباسهم ومظهرهم يوم الحفل، الأمر الذي أفسد على بعض أولياء الأمور فرحتهم بأبنائهم مما يترتب عليه من هدر مالي كبير يصل الى مئات بل الى الاف الشواكل لدى بعض من الخريجات باختيارهن فستان الحفل، ومما لا شك فيه أن بهجة التخرج وإقامة الاحتفالات حق مشروع ولا أحد بإمكانه الحجر على حرية من يحتفل، لكن البذخ مرفوض في ظل ظروف اقتصادية يعاني منها الكثيرون، لا سيما عدد كبير وغير مستهان به من أولياء الأمور من محدودي الدخل. وأصبحت هذه الأسر تحضر لحفلات التخرج وكأنها تستعد لزواج أحد أفراد عائلتها بدءاً من زي التخرج الموحد مروراً بالزفات و«DJ»، وصولا للولائم والبوفيهات المفتوحة لتنتهي تلك الليالي مكللة بالديون.
وابتعدنا كل البعد عن إقامة الحفلات البسيطة ذات التكاليف المنخفضة أو المقبولة في ظل أجواء مفعمة بالحب والاحترام والمشاركة التي تلاقي لدى أصحابها ارتياحاً عاليا جداً، كما لها أثر معنوي وتربوي نلمسه في أبنائنا بشكل كبير جدا، إذا أحسنّا استثمار هذه الفرصة وهذا الموقف لإرسال رسائل إيجابية في العقل الباطن لأبنائنا.
من اجل الحصول لحجز بقاعة مرموقة، او نيل جلسة تصوير مناسبه بين احضان الطبيعة، ووجبة عشاء معتبرة بإحدى المطاعم الفخمة، يكون هناك شبه سباق بين الخريجين والمدارس، من سيحصل على الموعد او العرض المفضل، الكل ينتظر اليوم المنشود، "ومن المضحك المبكي"، حتى قبل صدور النتائج النهائية للثانوية العامة/البجروت فان العديد من الخريجين المتشخصين في احتفالهم لن يصلوا حتى خط النهاية، ولن تكون شهادة البجروت بحوزتهم.
The show must go on" "العرض يجب ان يستمر, تأتي احتفالات التخرج لتكون خير تتويج لنهاية المرحلة الدراسية, وأفضل بداية لمستقبل جديد، يحمل في طياته كثيراً من الفرص, لذلك فعلينا كأولياء أمور وكمربين ان نحث الخريجون بتحكيم المنطق والضمير والشعور بالمسؤولية وخاصة بهذا اليوم المفصلي لحقبة جديدة ينطلقون اليها.

مقالات متعلقة