ان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى بيوتهم واراضيهم التي هجروا منها بقوة السلاح وبتنفيذ المجازر ، يعتبر من اهم ثوابت الشعب الفلسطيني ، وهو حق ينطبق على كل فلسطيني وعلى ذريته مهما بلغ عددها واماكن وجودها وظروفها ، وهو حق لا يسقط بالتقادم مهما طالت مدته ، وهو حق غير قابل للتصرف ولا يخضع للمساومة او المقايضة او التنازل ، وهو حق شخصي لا يسقط الا بتنازل الشخص بنفسه ... ومن سيتنازل عن بيته بيافا او ارضه بحيفا او ذكرياته بصفد او مقدساته بالقدس .؟؟؟!!!
واقرارا بحق الفلسطينيين بالعودة فقد اقرت هيئة الامم المتحدة القرار رقم ١٩٤ والذي ينص على عودتهم وتعويضهم عن ما لحقهم من خسائر واضرار ، كما اصدرت الامم المتحدة القرار رقم ٣٠٢ عام ١٩٤٩ بإنشاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( الاونروا ) لتقديم الخدمات الضرورية من اغاثة وصحة وتعليم وغيرها لهم في الدول التي تواجدوا فيها في الاردن والضفة وغزة وسوريا ولبنان وذلك اعترافا من دول العالم بحقه بالعودة بأسرع ما يمكن وكما وعدتهم حكومة الانتداب البريطاني التي بدل ان تساعدهم مهدت للعصابات الصهيونية لتنفيذ المذابح وساعدت على استقبال المهاجرين من دول العالم الى فلسطين كما ساهمت في انتقال الاراضي لهؤلاء المعتدين مما اسهم في تمكينهم من اعلان تأسيس دولتهم العدوانية في ١٥ أيار عام ١٩٤٨ بعد ان انسحبوا وتركوها لقمة سائغة للصهاينة .
ان انشاء الاونروا يزيد من مسؤوليات دول العالم باعتبار ان الهدف سياسي يشهد على حق الفلسطينيين بالعودة قبل ان يكون انسانيا يزودهم بالطعام ويقدم لهم خدما ت التعليم والصحة ، وبالرغم من ان البعض اراد ان يكون الامر انسانيا الا ان مخيمات اللجوء خرجت شبابا رفعوا شعار العودة الذي اصبح جزءا من حياتهم وبذلوا الغالي والنفيس وقدموا ارواحهم في سبيل العودة واصبح لهم دولة وعلم وهوية واصبحوا ثوارا ينشدون الحرية والاستقلال والعودة .
واليوم وبعد اربعة وسبعين عاما على النكبة حقق فيها الفلسطيني صمودا اسطوريا وارادة قوية للسعي للتحرر واستعادة الارض المسلوبة فقدم الشهداء والاسرى والجرحى ثمنا لتحقيق العودة وهو ينتظر تحقيق الوعود وتنفيذ مئات القرارات التي تدعو للعودة ولكن المجتمع الدولي الشاهد على النكبة ما زال يماطل ويكيل بمكيالين مقدما كل الدعم للكيان الغاصب خاصة من قبل الولايات المتحدة الاميركية وقبله الحكومة البريطانية التي اصدرت وعد بلفور لانشاء هذا الكيان حيث كانت الدولتان اول من اعترف به بغير حق .
دأبت دول العالم على التذرع بالعجز المالي المخصص لموازنة الوكالة لتقليص خدماتها واصبحت تعاني من اجل توفير الموازنة اللازمة عن طريق الاتصالات والمناشدات في الوقت الذي كان يجب تخصيص مبالغ ثابته تخصصها دول العالم المكلفة والتي استعدت القيام بهذه المهمة ، بل واكثر من ذلك صدرت اصوات تدعو لتصفية عمل الوكالة واوقف الرئيس ترامب مساهمة الولايات المتحدة بموازنتها تمهيدا لشطب حق العودة واوجد تفسيرا ظالما وعدوانيا للاجئ الفلسطيني ولكن موقف الاردن وفلسطين حال دون تنفيذ صفقة القرن فأعادت اميركا مساهمتها ولكن صدر مؤخرا عن فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة الغوث الاونروا دعوة لتجيير بعض واجبات الاونروا لمؤسسات اخرى وهذا يعني البدء بتنصل الاونروا من مسؤولياتها ويعتبر اجحافا بحق الفلسطينيين مما ادى الى رفض هذا الامر من قبل فلسطين والاردن حيث اكد السيد ايمن الصفدي وزير الخارجية الاردني بضرورة توفير الدعم اللازم والدائم للوكالة لسد العجز المتكرر في موازنتها وتمكينها من الاستمرار بخدماتها كاملة دون نقصان ورفض اي تجيير او تغيير على ولاية الوكالة وصلاحياتها ويجب ان تبقى هي المسؤولة لحين عودة اللاجئين الى ديارهم .