وجه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الخميس، رسالة إلى الدول الغربية أعلن فيها أنّ بلاده "لن تتراجع عن مواقفها ولو خطوة واحدة"، في إشارة إلى الضغوطات التي تمارس على إيران في ملف الاتفاق النووي.
وسأل الرئيس الإيراني، خلال كلمة جماهيرية له في محافظة "تَشهار محال وبختياري" الدول الغربية: "هل كنتم تتصورون أنّكم إذا أصدرتم قرارا في مجلس الحكام سنتراجع عن مواقفنا؟".
ولفت رئيسي إلى "الكم الكبير من القرارات التي أصدرت ضد إيران في المنظمات الدولية"، قائلاً إنّ هذه "القرارات لم تحقق أهدافها".
ودانت ممثلية إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بشدّة"، أمس الأربعاء، قرار مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتبنّي مشروع قرار غربي (قدمته فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة).
ويتحدّث مشروع القرار عن أنّ "موادَّ نووية غير معلَن عنها كانت موجودة في مواقع غير معلَنة في إيران"، مشيراً إلى أنّ هناك "تقييماً يُفيد بوجود موادَّ نووية استُخدمت في إيران من دون الإعلان بشأنها، وفق ما يقتضيه اتفاق الضمانات".
وتعليقاً على ذلك، أكّد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، أنّه "ليس لدى إيران أي أنشطة نووية سرية وغير مكتوبة، وليس لديها أيّ موقع نووي غير مُبلّغ عنه".
كما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده من جهته، أنّ "أميركا والترويكا الـأوروبية قدّمتا أهدافاً قصيرة الـأمد للوكالة، ضد إيران، صاحبة أكثر برنامج نووي سلمي شفاف على صعيد العالم"، وذلك بناءً على "سوء محاسبات الوكالة، وتلقّيها استشارات خاطئة".
طهران تتخذ إجراءات
وبالتزامن مع هذا القرار، نقلت وكالة "إيسنا" الإيرانية عن مصدر مطلع، اليوم، أنّ إيران ستسرّع إنتاج وتركيب أجيال جديدة من أجهزة الطرد المركزي من بينها أجيال IR6 وIR4 وIR2m، مضيفةً أنّ هذا الأمر هو من جملة الإجراءات التي ستتخذ وسيتم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بها.
هذا وبيّن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، اليوم الخميس، أنّ إيران ستوقف عمل 27 كاميرا من نظام المراقبة الإلكترونية لمراقبة نشاطاتها النووية.
وحمّل وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، متبنّي القرار المعادي لإيران في مجلس الحكام في الوكالة الدولية للطاقة الذرية "المسؤولية عن كل تبعات تهديداتهم".
وتعليقا على سير المفاوضات الرامية للعودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي الموقع في 2015، أكد أمير عبد اللهيان أنّ إيران قدّمت مؤخراً مقترحات جديدة حول مسار التفاوض، وخيّرت الأطراف المقابلة بين "مسارين".