الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 19:02

همس النجوم/ بقلم: منجد صالح

منجد صالح
نُشر: 13/06/22 14:05,  حُتلن: 14:25

وقفت امام شرفتها تُراقب النجوم، تعدّ النجوم، تتفحّصها، علّها تجد حبيبها، طيفه بين النجوم الساطعة المتوهّجة المُتقدة في الأعالي.
لقد رحل عنها دون وداع ولا عناق ولا حتى وعد بلقاء قريب أو بعيد.
انطلق كسهم من قوس مشدود، كنيزك يهبط مسرعا من السماء، كحصان جامح في آخر السباق.
فقثط همس في اذنها برهة قبل الرحيل المستتر الغامض الفجائي:
- سأشتاق إليك. حافظي على نفسك وعلى نضارتك كالعادة، أنيقة وزيادة، متعطّرة بعطر القرنفل بلا انقطاع ولا هوادة.
لم تستطع أن تردّ ولا تجيب على الحبيب، فقد رمى كلماته واختفى دون أن ينظر وراءه ودون أن ينتظر جوابها.
تقف كل ليلة في منتصفها والسماء صافية ونسيمات الهواء الهابة من الجنوب تلفح مُحيّاها. تُناجي النجوم، ترسل باجابتها التي لم يسمعها إلى جموع النجوم، علّ وعسى أن يكون وقت المسا في كبد السما يسمعها أو يحس بها. تخبرة بأنّها حافظت على نضارتها من أجله، وضاعفت أناقتها حسب توصيته، فقد اشترت ثلاثة فساتين جديدة بلون الربيع وزهوره. واشترت زجاجة جديدة من عطر القرنفل، تنتظر عودته كي تُدغدغ و"تلسع بعطرها" أنفه بشذاها لاوّل مرّة تفتحها!!!!
واستمرّت ساهمة في تخيّلاتها وحلمها وقت اليقظة ونشوتها، واذا بنيزك يهبط مسرعا من السماء ويتّجه صوب نافذتها المفتوحة، ويلوّح لها بيديه ويغمرها بابتسامة رضا وسعادة وهناء.
 

مقالات متعلقة