عن مكتبة “كل شيء” في حيفا، صدر للكاتب الفلسطيني، خالد عيسى، المقيم في السويد، كتاب “الصعود إلى الناصرة”. وهو عبارة عن 44 نصًا، كتبت بلغة حميميّة دافئة، ذات نكهة ساخرة في تناولها للشخصي اليومي، وتعاطيها مع الهمّ الوطني والشأن العام..
تشكل النصوص مقاطع سيرة ذاتيّة، تغطي مراحل في حياة الكاتب، وتتمحور حول زيارته للوطن وجولته في ربوع البلاد، حيث نتعرّف “على (حكايته)، حكاية كلّ لاجئ ومهجّر ومغترب”. ونرى “فلسطين بعيني عائد، كان لسبعة وستين عامًا، لاجئًا (فلسطينيًا/سوريًا)، واستقبلته بلاده (فلسطينيًا/ فلسطينيًا)، كما جاء على الغلاف..
في تقديمه للكتاب، يقول الروائي ربعي المدهون: يطلق خالد عيسى في هذا الكتاب، “(برنامجه النضالي) السلمي، بصوت هادئ يلامس حافة الهمس. ويجنّد له قاموسًا من مفردات تمتلك قوّة الحقيقة. مفردات قادرة على مواجهة عدو دموي بحنين جارف للوطن. عدوٌ مجرّد من أيّ رابط حقيقيّ بالأرض. يفتقر لرائحة الميرمية، وعبق الريحان، وقداسة الزيتون الذي تقتلعه جرافاته انتقامًا. لا يعرف مذاق العقّوب، ولا سحر فنجان قهوة يُرتشف على رصيف في الناصرة..”
ويضيف: “يُنطق خالد عيسى في نصوصه، البيوت، والشوارع، والحدائق، والجبال، والبحار، والطرق، والنباتات، وحتى المأكولات، ويمنحها أحاسيس بشريّة. فقرص الفلافل المقدسي، ينفخ صدره اعتزازًا (بانتمائه)، بينما يتحوّل في وادي النسناس، في حيفا، إلى (ذهب) محليّ.” في “الصعود إلى الناصرة”، “فنجان القهوة يبتسم، وكعك القدس (يهرهر) سمسمه، كما (هرهرت) القدس من مرّوا بها من غزاة. والسمك في مطعم العجوز والبحر، يقدّم شفتين شهيّتين لقبلة عاشق عاد إلى يافا، وجلس إلى طاولة حجزت باسمه قبل 68 عامًا.. ”
يقع “الصعود إلى الناصرة”، في 140 صفحة، تقدّم للقارئ “فنجان قهوة” صباحي، فيه بعض سيرة الكاتب، وذكرياته، وانطباعاته. وفيه، أيضًا، رسائل تستدعي “قراءة الفنجان”، كما كتب ناشره.