خطبة حجة الوداع للنبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام في مثل هذا اليوم في وقفة عرفة , حيث شملت على كل التعاليم والأخلاق الحميدة التي حرص صلى الله عليه وسلم على تعليمها للمسلمين لتكون خارطة الطريق ونبراسا وخلقا وطبائع للمسلمين، فقد جاء في خطبة الوداع التي ألقاها على المسلمين من على جبل الرحمة يوم عرفات : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "، وقال صلى الله عليه وسلم مكملا خطابه: " أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا قد بلغت اللهم فاشهد " .
هذه الوصايا هي لتأكيد العلاقة الأخوية بين المسلمين وضرورة التأخي وصفاء النفوس وأن يبتعدوا عن المشاحنات والخلافات والحروب الاهلية كما يحصل هذه الايام والتي انهكت الأمة وتسببت في تشتيت شملها وتبذير اقتصادها وأحدثت شرخا وجرحا عميقا في نفسية أبنائها وأدت إلى النزاعات فيما بينهم , حيث استغلها المستعمر لنهب ثروات الامه بواسطة النواطير الذين نصبهم حكاما وحمى عروشهم ليستمر في هيمنته على الوطن العربي .
إنها فرصة ومناسبة الآن ان يعود المسلمون إلى تعاليم دينهم ليتخلصوا من مشاكلهم التي لا تعد ولا تحصى .الم يقول رسولنا الكريم : "إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق" اينكم يا امة المسلمين من تعاليم دينكم وأحاديث رسولكم الذي يحتكم ابد الدهر على مكارم الأخلاق ؟
من خطبة الوداع أيضا : " أيها الناس إن ربكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب.. إن أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى ".
للأسف ما نراه يحدث في هذه الزمان في امة العرب والمسلمين من عنف وقتل وخلافات وتعصب وفساد الحكام وظلم وحروب اهلية وخلافات يندى لها الجبين ومنافي لكل تعاليم الاسلام , وهم أقرب الى الجاهلية منه الى الاسلام الحنيف, فهم في واد ودينهم في واد آخر , والجهل والتشرذم ينخر عظام هذه الامه , وهذا مؤسف حقا , فالامم تتقدم وتتطور وامتنا مكانك قف بل تتقهقر الى الوراء .