عودي!
كيف التنفس وهي عنّي
وعن جذورها نائيةْ؟
نسائمُ الأصباح لا تأتي..
كما اعتادت..
والعصافيرُ واجمةٌ
على الغُصون العاليةْ..
قطراتُ الندى أحجمتْ
عن النزولِ على الزهرة الذاويةْ..
لا شيءَ يريدُ النزولَ إلى الأرضِ
كأنها غَدتْ هاويةْ..
لم يأتِ الخريفُ بعدُ..
لماذا إذاً..
بدت هذه الأشجارُ والحقولُ عاريةْ؟
***
أريد أن أشكو لها عمّا جرى في غيابها..
لكنها لم ترفعْ الهاتفَ الذهبيَّ
في المقصورةِ الساميةْ..
مع النوارسِ طيَّرتُ لها رسائلي..
لكن النوارسَ عادت حزينةً باكيةْ..
على شاطئ البحر ِ
قلتُ للموجةِ العائدةْ:
قولي لها: عودي!
كلُّ شيءٍ يعودُ إلى أصلِهِ
في النِهايةْ الآتيةْ..
أصلُنا واحدٌ..
والحبُّ مهدُ العافيةْ..
عودي!
زهورُ الجليلِ شاحبةٌ..
وأنتِ في عُرفها
طبيبةٌ مداويةْ.
يوسف حمدان - نيويورك