الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 28 / أبريل 19:02

قمة الفضل

بعد وفاته متأثرًا بحروقه: عائلة الطفل عيسى ناجح أبو القيعان تصفح عن عائلة الجناة

ياسر العقبي
نُشر: 16/07/22 15:56,  حُتلن: 09:45

في خطوة إنسانية راقية وقمة في الفضل، جاءت في اليوم الثالث للعزاء في أم الحيران بالقرب من حورة في النقب، قررت عائلة الطفل عيسى ناجح أبو القيعان (12 عاما)، الذي توفي الخميس متأثرا بحروقه الحرجة قبل نحو شهرين، العفو والصفح عن عائلة الجناة من عشيرة أبو القيعان.

ومن المتوقع أن يتم مساء اليوم، السبت، وهو اليوم الأخير للعزاء، رفع راية الصلح في خيمة العزاء، باشتراك عائلة الجناة، وطي هذه الصفحة المؤلمة والقاسية على جميع الأهل.

 

المرحوم عيسى ناجح أبو القيعان


وأصدرت العائلة بيانا وصلت نسخة عنه إلى "كل العرب" جاء فيه: "بسم الله الرحمٰن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ندعو الأهل والأخوة للقاء العفو والسماح عن أهل الجناة في بيت العزاء بقرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف بعد صلاة العصر هذا المساء وتناول وجبة العشاء رحمة عن روح الشهيد عيسى ناجح ابو القيعان. من الأخلاق العظيمة التي يرتكز عليها ديننا «العفو عند المقدرة»، أي العفو عن المسيء مع القدرة على معاقبته على إساءته، وإن كان العقاب جوهر العدل، فإن العفو قمة الفضل، وهذا الخلق الكريم هو خلق الإسلام الذي دعا إليه القرآن الكريم في أكثر من آية، كقوله سبحانه: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}. نرجو من الجميع الحضور والمشاركة واتباع هذا المسلك والنهج الكريم".


ويذكر أنّه تمّ مساء يوم الخميس في مقبرة السقاطي تشييع جثمان الطفل عيسى ناجح أبو القيعان، من قرية أم الحيران مسلوبة الإعتراف، وذلك بعد الإعلان عن وفاته في المستشفى، إثر اصابته بحروق قاتلة في جريمة عنف وإضرام نار متعمد داخل محل لبيع وتصليح أجهزة الهواتف في المنطقة الصناعية ببلدة حورة في النقب.


وألقى خطبة الجنازة النائب السابق طلب أبو عرار، الذي تحدث عن الصبر على المصائب خاصة للوالدين، ودعا إلى التسامح والصفح والعفو ونبذ العنف ودعا الشباب للعودة إلى الله والتآخي بين المجتمع.

 

من تشييع جثمان المرحوم 


وكشف والد الطفل، ناجح أبو القيعان، في حديث خاص لمراسل "كل العرب" أنه قبل شهر ارتفعت آمالهم بعد أن عاد ابنه إلى الوعي وتعرف على أقربائه وحتى أنه تذكر ما حدث معه. وتابع قائلا: "الحمد لله على السراء والضراء. لا شك أنها مصيبة كبيرة، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. كانت لدينا آمال خاصة من الله، ولكن شاء الله أن يأخذه فلله ما أعطى وله ما أخذ. كان هناك تدهور كبير في حالته حيث تلفت أعضاءه بعد زراعة الجلد الأخيرة مطلع الأسبوع، والتدهور كان سريعا جدا حتى فارق الحياة".


وكان الطفل ابن الـ12 عاما خضع - منذ إصابته الحرجة يوم الـ21 من مايو/أيار الماضي - لسلسلة من العمليات الجراحية والتجميلية في مستشفى سوروكا بئر السبع وتمّ نقله إلى المركز القطري لمعالجة الحروق بمستشفى شيبا تل هشومير في مركز البلاد، حيث صارع كل هذه الفترة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة فجر يوم الخميس – الـ14 من يوليو/حزيران - في وجود أبناء الأسرة المحبة والمتألمة، والذين لم يغادروا المستشفى نحو شهرين.


وقدمت النيابة العامة إلى المحكمة المركزية في بئر السبع لائحة اتهام ضد أربعة شبان من بلدة حورة، بينهم ثلاثة أخوة، نسبت لهم تُهم إضرام النيران المتعمد والعنف، والاعتداء في ظروف خطيرة، والتشويش على مجريات القضية والتحقيق، والتسبب بإصابة حرجة – حيث سيتم تغيير هذا البند إلى التسبب في الوفاة في ظروف خطيرة. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.83
USD
4.10
EUR
4.84
GBP
244774.01
BTC
0.53
CNY