قدّمت النيابة العامة في لواء الجنوب إلى المحكمة المركزية في بئر السبع، لائحة اتهام معدلة التي تنسب لأربعة متهمين وهم من أبناء عائلة واحدة في حورة بالنقب، تهمة التسبب بمقتل الفتى عيسى أبو القيعان (12 عامًا) وتهم أخرى مذكورة في لائحة الاتهام".
وعلى خلفية نزاع على أراض وصلوا في وضح النهار بسيارة دون لوحات ترخيص إلى محل لبيع الهواتف في المنطقة الصناعية في حورة، وقاموا بالاعتداء بواسطة عصيّ وغاز الفلفل على قريب لهم وقاموا بإضرام النيران في المحل، وفي ذلك الوقت تواجد فتى (12 عامًا) في المحل من اجل تصليح هاتفه، استعرت النيران في المحل ما أسفر عن اشتعال النيران بالفتى ما تسبب له بحروق من الدرجة الثالثة بـ95% من جسمه، وأصيب اثنان آخران تواجدا بالمكان، ولاحقا أقرّ الطاقم الطبي بتاريخ 13.07.2022 وفاة الفتى متأثرًا بحالته الحرجة"
وتنسب لائحة الاتهام إلى المتهمين ارتكاب جرائم، القتل المتعمد في ظروف خطيرة، إضرام النيران بشكل متعمد، والاعتداء في ظروف خطيرة، وعرقلة مجريات القضية وغير ذلك، وجاء في لائحة الاتهام كذلك، إنّه من بين أمور أخرى إنّ المتهمين تسببوا بوفاة الفتى بسبب إهمالهم بينما شكّلوا خطرًا حقيقيا على حياة الفتى وحياة آخرين تواجدوا هناك.
وطلبت النيابة العامة اعتقال المتهمين حتى نهاية التحقيقات، واستندت النيابة في طلبها هذا على المخالفات التي نفذها المتهمون مع آخرين والتخطيط لإحراق المحل في زضح النهار، مع العلم أنّ المنطقة الصناعية كانت نشطة في وقع الجريمة، وتسببوا بمقتل فتى واعتدوا على قريبهم، حيث يشكلوان خطرًا" بحسب البيان.
وكشف والد الطفل، ناجح أبو القيعان، في حديث لمراسل "كل العرب" أنه قبل شهر ارتفعت آمالهم بعد أن عاد ابنه إلى الوعي وتعرف على أقربائه وحتى أنه تذكر ما حدث معه. وتابع قائلا: "الحمد لله على السراء والضراء. لا شك أنها مصيبة كبيرة، ولكن لا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون. كانت لدينا آمال خاصة من الله، ولكن شاء الله أن يأخذه فلله ما أعطى وله ما أخذ. كان هناك تدهور كبير في حالته حيث تلفت أعضاءه بعد زراعة الجلد الأخيرة مطلع الأسبوع، والتدهور كان سريعا جدا حتى فارق الحياة".
وكان الطفل ابن الـ12 عاما خضع للعلاج منذ إصابته الحرجة يوم الـ21 من مايو/أيار الماضي لسلسلة من العمليات الجراحية والتجميلية في مستشفى سوروكا بئر السبع وتمّ نقله إلى المركز القطري لمعالجة الحروق بمستشفى شيبا تل هشومير في مركز البلاد، حيث صارع بقوة لافتة كل هذه الفترة، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة الساعة 1:30 من فجر اليوم الخميس، في وجود أبناء الأسرة المحبة والمتألمة، والذين لم يغادروا سريره.
وقال ابن عم الطفل، المحامي عمر أبو القيعان: "لقد كنا نتداور لزيارته ودعم عمي أبو النور بصورة يومية، وعلى الاقل خمسة أيام في الأسبوع. لدينا العديد من الأطباء في العائلة، ورغم أنهم أكدوا أنه لا أمل من الناحية الطبية كان أملنا بالله، ولكن الله إختاره عنده ولا نقول إلا ما يرضيه. المصاب كبير والألم أكبر وندعو الله أن يصبر والديه على هذه المصيبة".
قمة الفضل| بعد وفاته متأثرًا بحروقه: عائلة الطفل عيسى ناجح أبو القيعان تصفح عن عائلة الجناة
وأصدرت العائلة بيانا وصلت نسخة عنه إلى "كل العرب" جاء فيه: "بسم الله الرحمٰن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ندعو الأهل والأخوة للقاء العفو والسماح عن أهل الجناة في بيت العزاء بقرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف بعد صلاة العصر هذا المساء وتناول وجبة العشاء رحمة عن روح الشهيد عيسى ناجح ابو القيعان. من الأخلاق العظيمة التي يرتكز عليها ديننا «العفو عند المقدرة»، أي العفو عن المسيء مع القدرة على معاقبته على إساءته، وإن كان العقاب جوهر العدل، فإن العفو قمة الفضل، وهذا الخلق الكريم هو خلق الإسلام الذي دعا إليه القرآن الكريم في أكثر من آية، كقوله سبحانه: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}. نرجو من الجميع الحضور والمشاركة واتباع هذا المسلك والنهج الكريم".