شاقة وطويلة هي مسيرة قطار الحياة، ومحطاته كثيرة ونحن ركاب هذا القطار لنا محطة بداية لكن لا نعرف موعد المحطة النهائية، وقد نتوق للعودة إلى محطة معينة في حياتنا كنا قد أضعنا فيها بعض المواقف وهذا بلا شك مستحيل، فقطار الحياة لا محطة له للعودة، نحن في سباق مع هذا الزمن اللعين، إمّا نقتل التخلف أو يقتلنا التاريخ.
فعلينا ان لا نتوقف كثيرا على محطة اليأس والفشل.
عندما رحل والدي، رحمه الله، عن هذه الدنيا لم أدفنه في القبر المظلم، ولم يحتضنه التراب الأسود والحجارة الصلبة، بل في قلبي وذاكرتي.
يقولون من فقد والده يبقى يتيما، وأنا أعترف ورغم حساسية ما أتطرق إليه، منذ أن رحل والدي بقيت أكثر من يتيم ... وجرحي ما زال ينزف وكادت حرقة الفراق ولوعته تقرب آخرتي، فقد تغير كلّ شيء في حياتي وحياة محيطنا، ولم يبقَ غصن لنتمسك به وعليه، وركبنا قطار الحياة المدمر الذي لم يتوقف في أي محطة حتى في المحطات المصيرية الحرجة!
هذه الأوضاع والمشاهد تكرر نفسها ولم تسدل الستارة عليها وغدت ظاهرة متفشية في مجتمعنا الذي أدخل نفسه في حالات حرجة ومعقدة نبحر في عمق المحيط نصارع امواجه العاتية فخلفت أجواء متوترة وانعكست سلبيا على نمط حياتنا، فلم نعد نفكر بعقلانية وموضوعية ونكتم ضميرنا، ننجر وراء القشور نتأثر من كلمة النفاق والنميمة، والخيانة مسلكنا.
السؤال الذي يطرح نفسه: أليس من الواجب علينا أن نفكر معًا بعمق وتروٍّ ونتراجع خطوة كي نتقدم أخرى؟! ثم لماذا لا نستخلص العبر؟ ألا يكفينا ما وصلنا إليه، وحل بنا؟ علينا الإيمان بأن الحوار هو الأساس ومصدر التفاؤل والأحلام والوسيلة الكفيلة للوصول إلى بر الأمن والأمان.
قطار الحياة علمني ان اثق فقط بقدراتي فالطير على الشجرة لا يخاف ان ينكسر الغصن لأنه
لا يثق بالغصن بل أجنحته
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com