الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 14:01

المعارضة في فتح- تضارب التجارب/ بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 16/08/22 08:02,  حُتلن: 10:29

صراع الأفكار والمواقف والآراء داخل التنظيم (المنظمة) أو الحزب السياسي صراعٌ صعبٌ جدًا، وقد يؤدي لشرخ رأسي من أعلى قمة الهرم الى أسفله وخاصة بالتنظيمات الفكرانية (الأيديولوجية) التي ما أن يتخذ أحد الرؤوس فيها خطًا (فكريًا أو سياسيًا أو تنظيميًا..) حتى ينسحب ذلك على كل المؤمنين بالخط[1]، وهذا ما ينطبق على الأحزاب القومية والإسلاموية والاشتراكية، بل وعلى الخلافات الطائفية بالحقيقة.

لم تكن حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح حركة عقَديّة فكرانية (أيديولوجية) وإنما صاحبة فكر جمعي وحدوي وطني تحرري مثابر، لذلك تلاقت فيها كل الفكرانيات (الأيديولوجيات) فترة إزدهارها حول قضية فلسطين الجامعة، إبان المدّ القومي الجارف وفي عهد المعسكرين الشرقي والغربي، وعُرفت الحركة (بتياراتها) كيف تتعايش معًا ضمن مرحلة صعبة من مراحل النضال الفلسطيني، وكانت اللجنة المركزية تمثل الإطار الذي يجمع كل الخيوط في نسيج واحد فلا ينخرق الثوب.

كان لهيبة أوجاذبية (كاريزمية) أوريادة أو أبوية ومرونة "شخصية اللجنة المركزية" بقيادة الأخ أبوعمارياسرعرفات أن حققت الرمزية الطاغية فكانت السبب الرئيس في إضفاء نوع من التماسك المرتبط بوحدة الهدف، والتصويب باتجاه واحد حين يُرفع شعار بوصلتنا فلسطين، فيجتمع المختلفون (والزعلانين) ويحتضنون بعضهم بعضًا.

منذ سنوات وحركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح تعاني من تضارب التجارب والمفاهيم-في ظل انحسار الخلافات الفكرية أو السياسية الحادة بانعكاس للمتغيرات الإقليمية والعالمية- ما بين تجارب الخارج من القاعدة العسكرية الى تجربة التنظيم (الكتلة البشرية)، وتجربة قيادات الانتفاضة، وتجربة المعتقلات الثريّة، وتجربة الأمن والسلطة والوظيفة والنقابة وغيرها من التجارب التي أدت لظهور تباين واختلاف خَطِر بالمفاهيم خاصة بين من أسميهم أصحاب العقلية الوظيفية المصلحية الأنوية (أنا ومن بعدي الطوفان)، وأصحاب العقلية الثورية النضالية. فالأولى تربط مصالحها بالمادة والفائدة المباشرة، والثانية بالمبدأ والقضية والضمير الديني والوطني، والأولى قصيرة النفس والثانية طويلته كما حال حرب الشعب طويلة النفس أصل فكرة الثورة.

حاشية: للنظر في كتاب المتساقطون على طريق الدعوة للكاتب الإسلامي فتحي يكن، وفي كتاب الأخ منير شفيق عن تجربته بكتابه: من جمر الى جمر، حيث النقد والمعارضة والمآلات في داخل الحزب الشيوعي وفي داخل فتح. وكتاب الأخ ماجد كيالي عن المعارضة اليسارية في فتح المعنون: فتح 50 عاماً ؛ قراءة نقدية في مآلات حركة وطنية. 

مقالات متعلقة