"الحياة كما ينبغي":
اهداء: إلى أشجار البلاد وأهلها، أحمد رفيق عوض
رواية بديعة كبداعة كاتبها وراويها، بديعة كبداعة أشجار فلسطين وشجيراتها ونباتاتها وجبالها وسهولها وحواريها.
تقول الاغنية الاسبانية الشهيرة والجميلة: " أنا لست بحّارا، لكنني من أجلك سأكون"،...
وأنا أقول: " أنا لست ناقدا، لكنني من أجل "عيون الحياة كما ينبغي"، سأكون، أكون قارئا مستمتعا مغتبطا، أملأ "شوالات أبو حز أحمر" من السعادة والفرح والمرح والحبور والسرور والبنّور، معطّرة بالورد والبخور، من عبق هذه الرواية "الجسور"، التي تبدأ فصولها بالزعرور.
وتنتهي فصول الرواية "بالتتن"، بشجيرة التبغ، أرضها ومنبتها وموطنها ودارها وحاضنتها وأرضها الخصبة "سهل عرّابة ويعبد"، المُلتبس في ملكيّته بين أهالي يعبد وأهالي عرّابة، البلدتين الجارتين المتحابتين المُتعانقتين أبدا، لكن المُتشاركتين في ملكية السهل.
يُشبه، في منتوجه للتتن، جزيرة كوبا الدافئة الحالمة الوادعة، المصدّر الاول والمنتج الاول للسيجار وخاصة سيجار كوهيبا الفاخر.
هل توحي لنا كوبا بالتبغ والبطولة و"التشي غيفارا؟؟، كما يوحي لنا سهل يعبد وعرّابة، وكما توحي لنا الرواية بأن التشي غيفارا يكمن في ثناياها، فلسطين ولّادة للأبطال على مرّ التاريخ.
تمّ اطلاق الرواية في احتفال بهيج في قاعة الجليل في متحف محمود درويش الرابض كأسدٍ متوثّبٍ على التلّة مقابل قصر الثقافة في مدينة رام الله.
قدّم الرواية وحاور الراوي الثلاثي المبدع الكاتب الناقد تحسين يقين والشاعر الكاتب الناقد فراس حج محمد والكاتب الشاب أمير داود.
كان التقديم تقديم الرواية ومناقشة أحمد رفيق عوض مميّزا ورائعا ومُبتكرا، تجلّت فيه جماليّة الرواية وعمقها ومتانة سردها ووضوح أدوار شخصيّاتها وتأصلها في وللوطن ورجاله ولاشجاره وطبيعته وازهاره ومناضليه، الامر الذي أظهر براعة ونجاح المُقدّمين الثلاثة في "نبش" كلّ مغزّ ابرة في الرواية. طرّزها الراوي أحمد رفيق عوض بابرته الدقيقة وخيوطه بالوان العلم الفلسطيني الاخضر والابيض والاسود والاحمر.
ابداع يتبع ابداعا، ابداع الاساتذة الثلاثة نبع وشرب من ماء زلال نبعة الكاتب أحمد رفيق عوض، "فنضح الاناء بما فيه"، ايجابا وجمالا، ابداع على ابداع.
بعد انتهاء الحفل الجميل، يليق بروعة الرواية وبداعة الكاتب، وخروجنا من القاعة، ...
أدركني د. أحمد رفيق عوض في الساحة خارج باب قاعة الجليل الخارجي وهو يحمل في يده كيسا يبدو مليئا بنسخٍ من روايته، ابتسم لي وقال بلطافة: - أين نسختك؟؟، وقبل أن ينتظر جوابي استلّ من الكيس نسخة من روايته الحياة كما ينبغي، مهرها باهداءٍ وتوقيعٍ جميلٍ انيقٍ لي، يقول فيه: "إلى الكاتب الجميل السفير منجد صالح مع بالغ التقدير.. توقيع أحمد رفيق عوض 17-8-2022.
ابتسمت وشكرته وباركت له مُجدّدا هذا النجاح وهذا الابداع.
غادرت التلّة التي يربض عليها متحف محمود درويش وفي نيّتي ومقصدي ومرادي ورغبتي قراءة الرواية والاستمتاع بها والكتابة عنها وعن راويها.
غادرت وأنا ادندن الاغنية الاسبانية الشهيرة والجميلة وأردّد: "أنا لست بحّارا، لكنني من أجلك سأكون من أجلك سأكون من أجلك سأكووون".