الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 11:02

عصر الجريمة

مرعي حيادري

مرعي حيادري
نُشر: 24/08/22 12:49,  حُتلن: 14:58

حياة العولمة (المكننة) التي سرقت منا نحن البشر ، كل ماهو آدمي ، وجعلتنا نواجه مطبات وأشكالات صعبة في أيجاد حلول لها، كمن يفتش عن طريق هرب في متاهة دون الوصول إليها،حيث نجاهد من خلال كل الوسائل المتاحة كتابة وفكرا وثقافة وتربية، ولكن مع المزيد من الأسف، تبقى الصورة القاتمة تداهمنا يوميا في كل بلد وقرية ومدينه بأبشع مناظر الجريمة متعددة الجوانب وبدون تحديد الأسباب..

في مجالس الحوار والنقاش الدائرة في كل حي وعائلة ومؤسسة ومدرسة،وكل يوم باللقاءات والصدف، تتناول تلك الهيئات، والحديث يدور بفلك ولب الموضوع، ألا وهي جرائم القتل والغدر بالآلات المتنوعة ،كالمسدس والبندقية ،والسكين والقنابل المتفجرة ، وبكل وسائل العنف ،دون وصف موسع ونتيجتها التنحية والتصفية من على وجهة البسيطة، لأسباب لا نجد لها أجوبة مقنعة تؤكد الحاصل، والذي تشمئز له النفوس وتقشعر له الأبدان من تلك الحالات المدهشة، لزهرات من الشباب وبمقتبل العمر ..!!

نعيش في دولة تمنينا أن تكون العدالة فيها متساوية الحقوق والحماية لجميع مواطنيها ، وللأسف ماهي ألا مقولة تتشدق بها المؤسسة والوزارة والحكومة جمعاء دون سريان تلك المقولة ونهايتها تفرقة بين عرق وجذر وطائفة وأخرى، ومع مزيد الأسف ، البعض منا ضعفاء النفوس الذين يقتنون تلك التفرقة من السياسة الممنهجة ، هم جزء حيوي مساعد في ألهاب تلك الجرائم التى لا تفرق بين عربي على أعجمي الا بالتقوى ، وفق ما جاء في الكتاب السماوي المقدس ( القرآن الكريم)،وكافة الكتب السماوية التي تنادي باللحمة البشرية والمحبة الأنسانية التي يجب أن تجمعنا وتوحدنا،ولكن العكس ماهو حاصل من ترسانة العنف والقتل دون نتائج..!

كنت اتمنى أن نتناول منها ولو القليل القليل للحفاظ على كرامة ألانسان وحمايته من تلك الجرائم ومفتعليها
ومرتكبيها..،أن مسببات تلك الآفة اللعينة والشبيهة بالفيروس القاتل، لهي عديدة وعلى مدار 74 عام ،تعودنا لسماع كلمة الحقوق والمساواة لكافة المواطنين ،وللأسف التفرقة العنصرية القائمة بكل المجالات ،هي المركبات المعقدة التي تشد بالمواطنين نحو ألابتعاد عن دائرة الضوء في تلك المقولة من المساواة التي جعلت منا (جيتو ) محاطاً بالمستوطنات اليهودية على أراض العرب ،ولم يعد هناك مجال للتوسع وأعطاء فرص للشباب في بناء مستقبلهم، فألارض والمسكن والعمل ضمن أهم الأسباب في الضائقة للشباب في قرانا ومدننا العربية ، مقارنة مع المدن والمستوطنات اليهودية في البناء الثقافي وألاقتصادي وألاجتماعي والسياسي وبناء ألانسان ،
وعليه جميع ألاسباب مجتمعة، أدت الى التحفيز على اليأسَ والأحباط وجعلنا أمة تتخلف وتجهل الواقع الذي نتمناه ونرغبه لأولادنا في وسطنا العربي المحروم منه..!!

عوامل القتل وألاجرام تتنامى، وألارضية خصبة والبيئة مهيأة لسقطات وهفوات وزلات، نهايتها مبهمة في ظل القتل والغدر دون ألاسباب المقنعة، عدا حالات أجتماعية تخص ما يسمى( شرف العائلة)، وما نراه من عنف كلامي سياسي بأعلى هيئات المؤسسة وأكبر منبر تشريع للقوانين في الكنيست ، والذي له أيضاً القسط ألاوفر في التحريض على الجرائم المنفذة ،ومنها أيضا قتل النساء والمرفوض أطلاقاً ،
وأن تعددت ألاسباب فالقتل واحد..!

ومن هنا أخواتي وأخوتي في المجتمع العربي خاصة والمجتمع عامة أتوجه اليكم طالبا أن نتوقف عن تلك السلوكيات والقتل لأسباب نجهلها!!، فنحن لسنا من نحدد موعداً للقتل، فتلك الأمور تعود للخالق عز وجل، وكي نحافظ على نهج سلوكي مختلف ومتميز وأيجابي بحق أمتنا، يجب أن نتوحد فكرياً وتربويا وثقافياً ،وننهج نهجاً مغايراً لنحمي مجتمعنا العربي خاصة والمجتمع عامة، ونحافظ عليه رغم كل ألاجحاف الحاصل بحقنا..

الحكومة تصعد حربها ضدنا، ونحن يجب أن نستيقظ ونناضل من أجل دحر الظيم اللاحق بنا ، عبر المؤسسات والهيئات الوزارية بقدر ألامكان، كما لا بد من ألاهتمام بدور العائلة والمدرسة وكل مؤسسة بأمكانها أن تسعى لدرء الخطر اللاحق بمجتمعنا، وستبقى الجريمة قائمة في ظل الأبرتهايد وتحييد العرب عن الأنظار ، والدليل على ذلك أعضاء الكنيست العرب، وعدم ألاعتراف بشرعيتهم كنواب في برلمان أسرائيل، من هنا نبدأ ، ومن هنا نقف هنيهة لنفكر في القادم الاسوأ..!!

اللهم أني قد بلغت..وأن كنت على خطأ فيقوموني..

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة