الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 05:02

بين استاذ حمام ورمضان ابو مازن


نُشر: 27/12/08 07:15

من كثرة دفن روؤسنا في التراب مثل النعام , قامت طيور النعام بثوره ضد بني العرب لأنهم سرقوا منها صورة خوفها وطريقة دفن رأسها ,بل لم يتركوا لها مساحة من الأرض لممارسة حقها البيلوجي عبر التاريخ لأنهم سحبوها واتخذوها حفراً لتخبئة الروؤس , وها هي طيور النعام تعلن امام وسائل الاعلام انها وحدها صاحبة الحق في دفن الروؤس وما العرب الا مجرد لصوصأ قاموا بالسطو على ارذل طريقه في التجاهل . حين يكون الفرار دفن الرأس كأن العالم لن يرانا , وكأننا لن نرى انفسنا , عندها نستحق ان نشفق على الاجيال.
وعلى خط النعام يفيق الاستاذ "حمام " تلك الصوره الهزليه للأستاذ والمعلم العربي حيث جسد الفنان " نجيب الريحاني  "بؤس وشقاء وفقر المعلم في فلم "غزل البنات " وكانت التلميذه الفنانه " ليلى مراد " لانريد ان نغني (استاذ حمام نحن الزغاليل) ولكن لنلصق صورة المعلم التي لم تتغير ومرورها بمسرحية (مدرسةالمشاغبين)التي على ذمة علماء الاجتماع قد احدثت انقلاباً في عالم التدريس رغم ان هذه المسرحيه مترجمه وقد عرضت في لندن ولم يتذمر منها المجتمع البريطاني , بل نحن حولنا شخصيات المسرحيه الى قدوه وامثله نريد السير على نهجها .
داخل القفًص يحاولون اضفاء اللون الاسود على هيئة وقدرات المعلم وكأن المعلم هو وحده المطحون والقابل للأنكسار حتى ادى الامر الى نائب في البرلمان المصري بأن يطالب بأيقاف عرض فلم محمد هنيدي الجديد (رمضان مبروك ابو العنين حموده ) بدعوى انه يقدم صوره سيئه عن المعلم , ويوجد لقطه تمثل منتهى الاستخفاف حين يسجن الطلاب المعلم رمضان مما يؤدي الى التبول على نفسه ,وكأن هذه الصوره قد قدمت آخر نياشين البذاءه واوقفت الحاله التعليميه على اطراف اصابعها , لا لكي ترقص الباليه بل لتشنق .
هناك فجوه بين مسافة الضحك و بين مسافة الواقع الذي اختلط فيه الحابل بالنابل, ولكن اليس ( كل شيءمباح )ما دام المواطن العربي صامتاً ,الا تمارس عليه الدوله والمؤسسات والانظمه سبل القهر والاحباط والقمع, وربطته برغيف الخبز و تحول الى الكائن معدته مكان عقله وابداعه .
في نهاية كل سنه تستفيق الشعوب لكي تبحر في ذاكرتها وتبرز الصور المشرقه والمشرفه وتدفعها امام وسائل الاعلام في سباق مع بعضها البعض ,وماذا قدموا للبشريه!! الا نحن نبحر سنه بعد سنه في مستنقعات يأسنا واحباطنا حتى تحولنا الى اكياس رمل معلقه والشاطر يضربنا ويركلنا ويبرز عضلاته العسكريه والثقافيه والتحليليه والاختراعيه.. الخ
  النائب في البرلمان المصري احتج على  صورة المعلم  ولم يحتج على صور المحاصرين والقتلى , ولم يحتج على رواتب المعلمين والعمال ولا على تدني مستوى التعليم العربي واخضاع المناهج الى رضى امريكا واسرائيل .هذا النائب المعلب في طبخة النظام اراد ان يتسلق أي حدث عابر تاركاً قضايا اجتماعيه وسياسيه هامه عرضة للصمت وعدم الاهتمام .
في نهاية السنه وفي ظل دفء التمنيات نكلل الجبين بالعار وليس بالغار على عادة المنتصرين , فحذاء منتصر اخذ يفقد لمعانه بعد ان ربطنا شهوة انتصارنا برمية لم تصب الوجه الامريكي القبيح ولكن اصابت صميم السخريه والنكات وافرغت المشاعر الغاضبه في جلد لم يعرف صانعه انه سيكون جسراً يمر منه الشوق العربي الى الانتقام , (الاستاذ رمضان ابو العلمين حموده) الذي بول على نفسه واعتبر قمة التشويه السينمائي لصورة المدرس ما هي الا رسالة الى الأنظمه قد اراد المخرج ان يضحك بها الناس لكن في حقيقة الواقع الصعب هي صوره تشريحيه للمواطن العربي الذي اصبح يبول عليه الجميع, يبول عليه تهديداً واحتلالاً وتقسيماً وقتلاً ومذابح واهمالاًًحتى اصبح يخيل اليه انه اصبح مرحاض عمومي للدول المتنافسه على اهانته ..
في آخر السنه يكفينا هدية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابومازن) الذي قالها بصريح العباره انه لايريد لقاء (خالد مشعل)وماذاسيقول له مبتسماً امام المذيع الذي اراد سبر اغوار ابومازن وعندما سأله عن اولمرت قال سألتقي به مرة ومرة حتى لو كان محاطاً بملفات الفساد مع العلم ان جميع اللقاءات والمفاوضات لم تستطع ازاحة حاجز او تقدم تسهيلاً للمواطن الفلسطيني .
بعد ان قتل هابيل قابيل سأله والده آدم ماذا فعلت بأخيك, فقال هابيل وهل انا حارس لأخي , وانت يا ابومازن  ماذا تحرس ...

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
296639.17
BTC
0.52
CNY