الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 06:01

ما بين  التحييد والاجهاز

السفير منجد صالح 
نُشر: 08/01/24 21:54

للحرب مفرداتها وعنفها وفظاعاتها وفوضاها وقسوتها ومآسيها ومنتهاها،
رصدت كلمتين، تعبيرين، يستخدمهما "طرفا الحرب"، كلّ من جهته ومفهومة لعملية تصفية الخصم،
التحييد، هذا التعبير، تستخدمه اسرائيل، ووسائل الاعلام الاسرائيلية وربما بيانات جيش الاحتلال للتدليل على تصفية أو قتل أو القضاء على مهاجم فلسطيني، منفّذ عملية فلسطيني، منفذ عملية طعن أو دهس، أو ربما ببساطة شاب فلسطيني تصادف ان تواجد على حاجز أو مرّ بالقرب منه فاطلق جنود الاحتلال عليه النار، دون سبب واضح إلا كونه فلسطينيا، وقام الجيش "بتحييده" أي ازاحته جانبا، أي قتله،
أما التعبير الثاني المناقض النقيض للأوّل فقد ظهر مؤخّرا في العدوان الاسرائيلي على غزّة، الا وهو تعبير "الاجهاز"، يُستعمل من قبل اعلام وبيانات المقاومة في غزة للتدليل على تصفية مجموعة من الجنود والضباط الاسرائيليين وقعوا في كمين محكم وتمّ "الاجهاز" عليهم، من مسافة صفر،
ومع ان التعبير الاول الاحتلالي يحمل في طيّاته صفة وكنه المفرد، "تحييدالمُنفذ"، إلا ان التعبير الثاني للمقاومة يحمل في احشائه معنى وكنه الجمع، "تمّ الاجهاز على مجموعة من الجنود تحصّنوا في احد البيوت، من مسافة صفر"،
ومع ان التعبيرين يرمزان بالطبع إلى عنف وقتل، إلا ان التحييد يمكن ان يكون ضد مدني فلسطيني واحيانا ليس له علاقة بما يجري او ذنب، 
على الجانب الآخر فان "الاجهاز على" هي عمليّة واضحة ضد جنود الاحتلال وفي ارض المعركة، وفي الغالب ما تكون مصوّرة وموثّقة بالصوت والصورة، 
التحييد تعبير احتلالي ويمكن ان يكون ضد مدني فلسطيني "حيّدوه" بالاشتباه أو بالظن، أما الاجهاز فهو تعبير مقاومة وضد عسكرييين محتلين في ارض المعركة، ساحة الميدان 
فشتّان ما بين التحييد وما بين الاجهاز.
كاتب ودبلوماسي فلسطيني


 

مقالات متعلقة