الاخطبوط وشبكه العنكبوت هو واقع نعيشه بكل ما تترتب عليه التداعيات من معنى، بحيث
أضحينا نعيش بين رموز التذيل واصطياد الفكر وحصره لقهره، وعندما نمعن النظر بكل ما يحيطنا من مرادفات سلّطوية نرى ان التّعنت البّرجوازي هو سيد الموقف، والليبرالية وحق التعبير ما هو الا غطاء يحارب على يد أذرع خفيه تمتد أذرعتها من كل حدب وصوب وتنصب شباكها للترك مربعات صغيره ليراقبوك من خلالها.
ويسكن على قطر الشبكة روحانيات زائفه تستدرج بأسلوبها القاتل المخّدوعين الى محّفل المعّدة الفارغة، وحتى تعطى الفرصة للضحية امامها خياران، اما ان تلوح بسيف العنكبوت او تقتل بحبر الاخطبوط، حتى نبدأ بالترنم على رقص السيوف الحديدية.
اياكم ان لا تسّتبسلوا، اليس هو الله الذي خلقكم على صورته ومتاله وسلطكم على كل شيء، أتخشون عنكبوت شيطاني او أخطبوط أباليسي!! وأن كان جوابكم نعم يا قليلي الايمان فجزائكم الشبكة والعّصر بماء نجس.
وأن أبيتم الاستسلام فهنيئا لأنبيائكم بأتباعهم لأنهم سيفّرحون من حفظهم لرسّائلهم وآياتهم، وبأعلى أصوات الرعد ستنطق السماء، هل رضّخ موسى لأشباك فرعون، هل رضّخ المسيح للأسباط اليهودية وشباكها، هل رضخ محمد لعنجهية وشرور الاخطبوط ابي لهب، وهل رضخ الخمس حدود لأحد بنشر كلمه التوحيد رغم كل شباك القيد؟
وهنا أتمنى عليكم بأن لا تتلحفوا بعباره هم أولياء وانبياء ونحن بشر، نحن اتباعهم ومن سيّكمل رسم كلمه الحق من بعدهم، هم القائد ونحن الجند، بربكم هل يخاف جنود هؤلاء من بتر أذرع الاخطبوط وقتل عنكبوت بمكنسة قش، صدقا لا ...
هؤلاء الجند بدأ التطهير عندهم من الداخل، حيت الرأس الفاسدة وبعد أن يكون الاخطبوط مشلولا والاسماك تعود لتبيض بيضها بين صخوره، ستبدأ تلك الجنود وتعسف زوايا وأركان البيت لتقديسه ليعود اليه اهل البيت.
- اياكم أن تملكوا أعين ولا تبصرون، وحسا ولا تميزون فالويل كل الويل لمن لم يستثمر بالوزنات
- اياكم ان تملكوا اذان ولا تنصتون، وألسن ولا تنطقون، فالساكت عن الحق شيطان أخرس
حتى تنال الحكمة الذوقية والبحثية منها يجب علينا المزج بين الفكر وطيف الفكر
ما أكرم الحبر على أوراق دونت التاريخ، وما أحقر حبر الاخطبوط القاتل لأسماك ترقص معه بالماء، وكم منا يا ساده يكتب بالحبر وكم منا أناس حباره كالأخطبوط.
هناك عند البحر الأول حيت الغمّر العظيم والماء السماوي والفوضى الخلاقة استوطن فيّض من الطاقة الكونية ووّعي حول الظلمة لكّون وجودي سبق المادة نفسها، فما بالكم ونحن نقف على شواطئ البحر الثاني.
قالوا بمحيطنا يعشش العنكبوت، وقالوا ببحرنا يعيش أخطبوط، وقالوا عندهم يربون الكلاب فضحكت الجراء وقالت، نحن اسيادهم نبول لهم وينظفون وننبح ويطبطبون، ويعتزون اسيادنا اننا حراسهم المخيفين.
اما حان لهذا الأخطبوط أن يطور محدودية لغته وادراكيته الفكرية، وقدرته التكوينية، وأن يبدأ بترويض الفصّ الأيمن من الدماغ عساه يبتعد عن واقع اوهامه
اما حان لهذا الأخطبوط بلوغ نضوج الوعّي ليعرف ويكتشف أن الإحاطة ليست مكانيه، بل احاطه تفكير ودرجه وجودية، ماذا سيفعل لو سبح بمنطقه النون.
عند عالم الجزئيات حيت شظايا مرئاه الحقيقة تمزقت الى ما لا نهاية، أصبح قانون التقابل الحيزّ بين التأثير والتأثر، وهل يلتقي خطان متوازيان!!
لقلقه اللسان وبسمات زائفه وتهليل النسوة، قد يزرع بحدائق الاغبياء من الرعاع، اما بيوت اعمدتها صوانيه واحجارها من جبل عز لا تبيع ولا تشتري زوان القمح.
أصحاب العقل كمخزن همّ الرافضون للحرية، وأصحاب العقل كأداة فهّم يستبدون قوتهم منها لأجراء المصالحة بين الأبدية والتغير، وبين المقدس والا مقدس، ولتحريك ذاك السكون المخّيم وتحريك الغوص ببحر المعرفة بحتا عن المخفي بالأصداف، وعندها نعرف بأن الدين والمعرفة الدينية امران متغايران لا ينقسمان على الجدر التربيعي الواحد.
قانون الانتخاب الطبيعي هو القاعدة، وعليه يكون البقاء دائما للأصلح، فمن لم يطور ادراكه ويراجع نفسه المتقوقعة سّيدان تحت أعراف هذا الدستور شاء منشاء وأبى من أبى.
عزل الموضوع الديني وقتله بالمصطلحات العقيمة، كمن يأخذ جثة هامده ويقطّع اوصالها بالتشريح ليفهم معنى الحياة منها وهي بدون حياه
كينونيه الأنظمة ببحر عبابه اسود وزبده أبيض لا يروي الظمأ ولسنا بحاجه لشرب البحر لنعرف انه مالح.
سراب بين الواحة وشبكه العنكبوت نسميه كسر النمطية، لا تدخلوا ابدا صحراء رملها متحرك، فكل سموم حبر الاخطبوط سترمى على الرمال.
الجوهر الداخلي الكامن بالمؤمن الصبور هو الناطق عن التكامل والارتقاء الى مدرج الكمال، وهو بعيد عن الساعة الرملية لدّنيا الزوال، ولا يتأمر ولا يتشارك الاجتماعات التي تسيئ للكيان وتضع نفوسا مهما سفلت معالمها تبقى مبتسمه.
لا يحصل التطور او الشرف الأسمى ان لم ينتصر الكبريت بداخلك على الملح الذي يحيطك
اذا عبثت ايادي العابثين الغير مؤهلين بالميزان الباطني فارتقبوا ظهور المرض او النقصان في البّركة والجذب والتصحر في العالم المادي المحسوس
فنّي العمر وصرّفت الثروة وتعبت النفس وانقضت الليالي، وما زلت ارمي بشباكي لأطهر الماء من سموم الأخطبوط، لأني كلما اصطدته اعاده الحيتان الى الماء، فهل علّي البدأ باصطياد الحيتان أولا!!!
من لا يقف على معنى الخط الافقي الإضافي بالمثلث متساوي الأضلاع فكيف له أن يجد نقطه الارتكاز للثقل.
حاولوا ارعابي ولم ارتعب
وكيف لي الخوف وأنا السباح
ودون قطع رأس الاخطبوط لا ارتاح
ألم اغوص الأعماق من أجله
وأن يعيش جيلا بدونه مرتاح
وسأكمل طريقي الى شبكه العنكبوت
ذلك المدعي بنفسه سفاح
لأشنقه بحباله على شجره التوت
ويكون فجر جديد
وصوت ديك صّياح
د. محمد زيناتي