المتعارف عليه في المجتمع الفلسطيني بشكل عام، أن الواجب يفرض علينا عدم مخاطبة شخص متزوج وعنده أولاد باسمه الشخصي، بل بـ "أبو فلان" يعني، أبو سامي أو أبو أحمد أو غير ذلك.  وهذا يعود لاحترام الشخص من ناحية اجتماعية كما تفرض ذلك التقاليد والعادات في مجتمعنا العربي الفلسطيني. لكن هذا الأمر لا ينطبق أبدا على بعض المجتمعات العربية مثل مصر. والمجتمعات الغربية تخاطب بعضها البعض بالاسم الشخصي فقط.

رئيس بلدية الناصرة علي سلام تتم مخاطبته بـ "أبو ماهر" لكن بنيامين نتنياهو تتم مخاطبته باسمه الشخصي مع إضافة "سيد" قبل الاسم حسب الطريقة الغربية. يعني لا أحد يخاطبه بـ "أبو يائير" على الصعيد الإسرائيلي، وكل مجتمع له تقاليده وعاداته.

في المهرجان الانتخابي الذي أقامته قائمة "ناصرتي" أمس الجمعة، لم يتحدث "أبو ماهر" عن الانتخابات فقط بل تناول السياسة أيضا. فقد طالب النصراوي أبو ماهر" اليهودي "أبو يائير" بوقف الحرب "والجلوس مع الفلسطينيين لأجل السلام"، حسب قوله.

ويبدو ان "أبو ماهر" يحب المفاجآت. فقد فجر قنبلة انتخابية خلال المهرجان اذ أبلغ المشاركين في المهرجان بخبر افتتاح مقر انتخابي له في حي الروم المحسوب تاريخيا لصالح الجبهة انتخابيا، ان كان ذلك على الصعيد البلدي او الكنيست. وبالرغم من ان علي سلام أكد في كلمته امام جمهوره "على الوحدة بين أحياء وحارات وطوائف المدينة دون تفرقة" إلا انه قال :"أن قائمة ناصرتي ولأول مرة في التاريخ فتحت مقرًا لها في حي الروم".

وأفهم أبو ماهر " الجبهة ومرشحها شريف زعبي بالقول: "لأول مرة في التاريخ احتلينا ساحة الروم". علما بأنه أوضح هذا الأمر حينما قال: "لا تفهموني بشكل خاطئ كل حارات وبيوت الناصرة هي بيوتنا وحاراتنا". حركة دبلوماسية جميلة من "أبو ماهر". من الطبيعي في هكذا مهرجان انتخابي ان يستخدم علي سلام عيارا ثقيلاً في الهجوم عل الجبهة. اسمعوا ما قاله: "قالوا بدها قلب لكننا قلبناهم، وأفضل شيء فعلوه أنهم أخرجوني من الجبهة.. لكندرتي"، على حد تعبيره.

شائعات كثيرة تطلق في كل انتخابات، لكنها بالتالي تبقى مجرد اشاعات. "أبو ماهر" تطرق لهذا الأمر بالقول: "أدفع أنا وعائلتي ثمن شخصي بسبب شائعات ضدي". ولكن هل يؤثر ذلك على "أبو ماهر" في الانتخابات؟ اسمعوا ما قاله: ": أنا محمي برضى الله والوالدين ورضاكم ورضى الناس".

وأنا أضيف جملة أخرى لـ "أبو ماهر": يا جبل ما يهزك ريح