لم أكن يوما من مؤيدي ايران لا في السابق أيام الشاه ولا لاحقا أيام الخمينية، وان كانت حرية التعبير عن الرأي متاحة أكثر في فترة الإمبراطورية الإيرانية، لكن هذا لا ينفي ان السياسة العامة لشاه ايران كانت لتخويف دول الخليج تماما كما يجري في العهد الحالي لدولة العمائم.
ايران كدولة شيعية المذهب تدعم أحزاب شيعية لمصالح طائفية من وراء هذا الدعم، والنظام الشيعي الإيراني يدعم (غير الشيعة؟!) لمصالح سياسية، وطبيعي أن تكون للمواقف اثمانا خصوصا إذا كانت مرتبطة بتقديم أموال طائلة. تعالوا نتساءل: لماذا تدعم إيران تنظيمات سنية وترفض بناء مساجد لأهل السنة فيها؟ نظرياً، السُنّة في ايران مواطنون مثل الشيعة. فلماذا لا يسمح لهم ببناء مساجد؟
العاصمة طهران وحدها يوجد فيها مليون مسلم سني ولا يوجد لهم أي مسجد لممارسة واجباتهم الدينية، كما يوجد في ايران كنائس للمسيحيين ويوجد كنس لليهود، لكن أهل السنة ممنوع عليهم حتى التفكير ببناء مسجد، كما أن صلاة الجمعة لأهل السنة في إيران تقام في المنازل. أليست هذه فضيحة لدولة تسمي نفسها إسلامية؟
قال القدماء: معرفة الشيء أفضل من الجهل به. طهران العاصمة الوحيدة في العالم تقريبا التي لا يوجد فيها مسجد واحد للسنة، مع وجود عشرات الأديرة والكنائس والكنس. حتى الهندوس والمجوس يوجد لهم معابد. هذا فضلا عن عدم إشراك السنة في الحكم، ومنعهم حقوقهم السياسية والاجتماعية وحتى المدنية، كما انهم محرومين من كافة الحقوق ولا يشعرون بالأمان مثل اليهود بشهادة صحيفة "معاريف" التي ذكرت في شهر نوفمبر/تشرين ثاني عام 2016 أن إيران تعدّ بالنسبة لليهود أكثر أمنا من فرنسا.
أعتقد بأن إيران تتخذ خطوة صحيحة لو قامت بتغيير اسمها من "الجمهورية الإسلامية" الى "الجمهورية الإسلامية الشيعية" لأن ممارساتها لا تدل على انها تحترم كل مواطنيها بل تظهر عنصريتها بشكل واضح تجاه المواطنين السنة فيها. والشيء المخزي أن قادة ايران يدّعون بانهم من "جماعة الامام علي والحسن والحسين" علماً بأن هؤلاء الثلاثة براء منها.
وأخيراً...
لو قام الصحابي الامام عليّ من قبره ويرى ما يفعله ملالي ايران بالسنة لصفعهم بالحذاء على وجوههم وعاد لقبره خجلاً من اعمالهم.