الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 24 / نوفمبر 01:01

الغضب الشديد يؤدي الى ارتكاب الجرائم

صالح نجيدات
نُشر: 24/06/24 06:17

ميز الله الانسان عن سائر مخلوقاته بالعقل والفهم والمعرفة والضمير, وبالعقل يميز الانسان الخطأ من الصواب, وقالت العرب "العقل السليم في الجسم السليم " والعقل معول بناء الانسان, ولا يتقدم ولا يتطور الانسان إلا بالعقل النير وبالعلم.

والعقل ينتج القيم والمعايير الاجتماعية والنظم وهو البوصلة التي توجه الانسان الى التصرف القويم وحسن السلوك والأخلاق ، ولكن هناك ما يضر ويفسد العقل الا وهي السموم والمشروبات الكحولية ومشروبات الطاقة وكذلك الغضب الشديد , لان الغضب الشديد يغيب ويشل العقل  ففي حالة الغضب الشديد مطلوب من الانسان ضبط النفس وردة الفعل والتصرف ,فالغضب يجلب المصائب على الانسان ان لم يتمالك اعصابه ويؤدي الى ارتكاب الجرائم, فالحريق الكبير ينتج من شرارة صغيرة, والعديد من الشجارات والصراعات الصغيرة والكبيرة بدأت بنوبة غضب, ولم تنته إلا بمأساة حدثت بسبب الغضب الذي يذهب ويفقد العقل, وللأسف لا يمر يوم دون ان نسمع عن شجار هنا وهناك نتيجة الغضب والتهور وردود الفعل السريعة وغير المتزنة، والذي يزيد الطين بلّة امتدت هذه الشجارات لتشمل طلاب المدارس , في مدارسهم او في الحارات ، فأصبحت ثقافة التسامح والحوار صفة الضعفاء , ولا يتقن أصحاب المزاج المتقلب استخدامها ، وللأسف التصرفات العنيفة أصبحت هي الراجحة والسائدة هذه الايام , ونسي هؤلاء حديث رسولنا الكريم عندما جاءه الأعرابي وقال له: أوصني. فقال له: «لا تغضب وكررها ثلاثاً».

فالذي يغضب ويتعطّل عقله نتيجة الغضب لن يستعمل أسلوب الحوار والتسامح , فعليك يا أخي ضبط النفس , وعدم التسرع , وعد للعشرة كما قالوا حتى لا تقع في مصيبة سببها نوبة غضب لأتفه الامور , وحمى الله مجتمعنا من كل الفتن والشرور.

لقد أثبتت الدراسات أن الاكثرية الساحقه من الجرائم والمشاكل التي حدثت بين الناس حدثت في اللحظات الأولى من حدوث السبب المؤدي للغضب ، وهناك من هم في السجون نتيجة استعمال العنف المفرط نتيجة لهذا الغضب , وللأسف هناك من يعتبره صفة من صفات الرجولة , ولا يدركون انه مرض عضال , ومن ابتلي به يعاني الأمرين وعليه علاج نفسه عند طبيب الأمراض العقلية , فتحكم يا اخي العزيز في انفعالاتك وسيطر بعقلك على تصرفاتك في أصعب الحالات , وجنب نفسك واهلك الوقوع في المشاكل أحيانا لأتفه الاسباب ،وأخيرا وليس آخرا ,اتبع المثل الذي يقول : " في التأني السلامة وفي العجلة الندامة " .

القدرات العقلية هبة من الله وهبها للإنسان،  ولكن هناك من الناس من يفسد عقله بالمشروبات الضارة والسموم ويصبح عقله قاصرا ومريضا فنقول : بالعقول تبنى الأمم وبالعقول المريضة تهدم .

مقالات متعلقة