عُقد، في جامعة حيفا، مساء يوم الثلاثاء، مؤتمر خاص على شرف الذكرى الـ 30 لرحيل توفيق زيّاد. وذلك بمبادرة من معهد قضايا (المنبثق عن المركز العربي للتخطيط البديل)، وجمعيّة توفيق زيّاد للفنون والثّقافة، والمركز اليهودي – العربي في جامعة حيفا.
وافتتحت المؤتمر وتولّت عرافته، مديرة المركز اليهودي – العربي هناء ذياب، التي رحبت بالحضور وأكّدت على أهمية إقامة هذا المؤتمر تكريمًا لشخصيّة توفيق زيّاد، الإنسان والشاعر والقائد.
ثم دعت إلى المنصة رئيس المركز اليهودي – العربي، د. دورون نافوت لإلقاء كلمة ترحيبيّة أشار فيها إلى أن مسيرة توفيق زيّاد هي تجربة ملهمة للجميع وليس فقط للمواطنين العرب في البلاد، وتابع: "كان زيّاد متفائلًا، وأنا أعزو ذلك لإيمانه بالإنسان، وأن كان عليّ أن أتعلّم درسًا واحدًا منه، سيكون هذا الإيمان بالناس، وبقدرتهم على صناعة غد أفضل".
بدوره أكّد مدير معهد قضايا، د. محمد خلايلة، في كلمته، على أهميّة عقد هذا المؤتمر الآن بالذات، كما تطرّق لدور توفيق زيّاد في حياة الجماهير العربيّة في البلاد، وقال خلايلة: "نحن اليوم في حضرة من رفض الثنائيّات القاتلة وتضادّ الانشغال، من أمسك بقرنيّ الثور، وعمل بمقولة أنَّ هناك منزلةً بين منزلتين – قيادة تدرك شرط وجودها سياسيًّا، قدماها في بطن الأرض ورأسها يطاول أعنان السماء".
أمّا مديرة جمعيّة توفيق زيّاد، ابنته وهيبة زيّاد، فقد أشارت في كلمتها إلى دور زيّاد الأب، وقالت: "لم تكن حياتنا عادية مثل كل العائلات، كان بيتنا عرضة لهجمات الشرطة المتكررة في كل مناسبة وطنيّة وكل مظاهرة". وأضافت: "غياب والدي عن البيت وعنا كان يحزننا، لكن لاحقًا فهمنا وعرفنا كم كان حزنه هو، على شعبه، حزنًا كبيرًا ونبيلًا".
كما شاركت في المؤتمر الفنانة الفلسطينيّة أمل مرقس، وقدّمت بمرافقة الفنان فراس زريق، فقرة فنيّة مميّزة بعنوان "أغني للحياة" تضمّنت مجموعة من الأغاني الملتزمة من كلمات توفيق زيّاد.
وخصصت كذلك فقرة لقراءات شعريّة لقصائد مختارة لتوفيق زيّاد، ألقاها الشاب الناشط في معهد قضايا حمزة سمارة.
وتضمّن المؤتمر جلستين حواريتين، الأولى بعنوان "نشأة ومسيرة قائد وطني"، تولّت إدارتها الإعلاميّة كاملة طيّون، وقد شارك فيها رفيق درب توفيق زيّاد، والقائم بأعماله، رامز جرايسي، الذي شارك الجمهور بذكريات جمعته مع زيّاد، لا سيما الانتصار التاريخي عام 1975.
كما شارك في الجلسة بروفيسور باسيليوس بواردي، الذي تطرّق أيضًا لذكرياته مع زيّاد بينما أشغل منصب مستشاره البرلمانيّ، وتطرّق كذلك لشعر زيّاد ودوره في النشاط السياسيّ، مؤكّدًا أن ما ميّز زيّاد هو هذا التقاطع والتكامل بين الإنسان والقائد والشاعر.
وبدورها تطرّقت د. لينا دلاشة لمخططات السلطة ومحاولتها قمع العمل السياسيّ الوطنيّ في مدينة الناصرة بشكل خاص، لأهميّة ومركزيّة الناصرة في حياة الجماهير العربيّة الباقية في وطنها.
أما الجلسة الثانيّة فقد تناولت موضوع "الشراكة في السياسة" وتولّت إدارتها الإعلامية حنين مجادلة من صحيفة هآرتس، وشارك فيها رئيس قائمة الجبهة والعربيّة للتغيير النائب أيمن عودة إلى جانب مدير المركز العربيّ للتخطيط البديل د. سامر سويد، ورئيس المركز اليهودي – العربي د. دورون نافوت، ومديرة جمعية "هل رأيت الأفق مؤخرًا؟" شير نوستسكي.
وتناولت الجلسة الثانيّة تجربة الجسم المانع في سنوات التسعين، وتأثيرها على العمل السياسيّ وعلى المواطنين العرب في البلاد. كما تطرّق المتّحدثون لدور زيّاد الرائد في محطات مفصليّة في تاريخ الشّعب الفلسطينيّ وعلى رأسها يوم الأرض.
كذلك ركّز المتّحدثون في الجلسة الثانية على الدروس التاريخيّة التي علينا أن نتعلّمها من تجربة توفيق زيّاد، الذي لم يتنازل عن مواقفه ومبادئه قيد أنملة، واستطاع بالرغم من ذلك التأثير على السياسة في إسرائيل وعلى صناع القرار.