الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 07 / سبتمبر 23:02

في مجتمعنا احزاب لا تملك طرحًا ايديولوجيًا ولا اجتماعيًا- طرحها ردة فعل ومهاترات شعبوية!

شعاع منصور
نُشر: 18/07/24 11:07,  حُتلن: 19:21

منذ عشرات السنين ونحن نقوم بردة فعل لأي عمل تقوم به مؤسسات الدولة العميقة باتجاهنا كأقلية قومية، من مصادرة اراضي، تهجير، هدم بيوت، تفرقة على اساس عنصري بفرص العمل، شح الميزانيات من دوافع عنصرية وغيرها من الاعمال التي خلقت فجوات كبيرة بين المواطن العربي في اسرائيل والمواطن اليهودي.

للأسف لم تكن هناك اي مبادرة فعلية مبنية على اسس، وكل ردة الفعل كانت وما زالت مع كل اسف عبارة عن "دغدغة المشاعر العاطفية" لدى ابناء شعبنا الذي فقد البوصلة بعدم وجود قيادة راشدة توجه المجتمع حسب اجندة واضحة " مصلحة الأقلية القومية مع الحفاظ على الثوابت الوطنية".

لكن مع مرور السنين بات من الصعب جدا ان تفرق بين الطروحات الحزبية للأحزاب العربية والأحزاب اليسارية اليهودية مثل حزب "ميرتس"وغيرها (باستثناء التجمع نوعًا ما)، بل نشأت في مجتمعنا احزاب ليس لديها اي طرح ايديولوجي او اجتماعي وطرحها هو " ردة فعل ومهاترات شعبوية " لم تجد نفعا.

وبعد اقامة السلطة الفلسطينية وفتح باب الحوار بين قيادة الشعب الفلسطيني في الضفة والشتات ممثلة بفتح والسلطة الفلسطينية، فقدت الاحزاب العربية الخطاب العاطفي وطرحها لحل دولتين لشعبين على حدود 1967 , وأصبح هذا الطرح طرحا دوليا تتبناه اغلب الاحزاب اليسارية في دولة إسرائيل، وخاصة ان هذا الطرح يلقى تجاوبًا دوليًا لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

بعد اقامة السلطة الفلسطينية لمسنا بان الاحزاب العربية تمر في ضائقة، وبدأت تفقد مصداقيتها لأنها لم تطرح اي فكر ايديولوجي او رؤيا تشير بوضوح  إلى اين هي ذاهبة بهذه الأقلية وهذا الشعب "الأعزل ".

هذا الحال ادى إلى اقامة كم غير مسبوق من الاحزاب التي لا يوجد لها اجندة واضحة وبات من الصعب على الناخب العربي التفرقة بين الطروحات.

هل وجود ممثلين لنا في الكنيست مجد؟

تعلو الأصوات التي تتساءل هل وجودنا بالكنيست مجد لنا ام اصبحنا " تجار اصوات" يكتفي البعض منا بدغدغة العواطف الجياشة بخطابات رنانة، او الاكتفاء بأموال زهيدة لبيع/ شراء الذمم ، واقع أليم نعيشه منذ سنين!

 ومن بين التساؤلات أيضا: هل وجودنا في الكنيست يؤثر على حياتنا الاجتماعية والمادية والسياسية، ام هو عبارة عن تزيين وجه الدولة العميقة كدولة ديموقراطية تحمي حقوق الأقليات؟

مما لا شك فيه ان تشبثنا بالعيش بارضنا وكفاحنا للحصول على لقمة العيش بكرامة هو كفاح يومي فردي لكل فرد فينا، وخاصة بعد ان فقدت مؤسساتنا الرسمية (وخاصة غير المنتخبة) مصداقيتها وباتت عبئا على المجتمع وتطلعاته.

هذه النتيجة لفقدان الثقة بالمؤسسات والأحزاب هي نتيجة مباشرة لخطاب شعبوي غير مدروس أدى إلى نزع الثقة من طرف المجتمع، وخاصة ان الاحزاب لم تفلح حتى بمنع هدم مبنى خشبي في الوسط العربي، واضف إلى ذلك "خوف منتخبي الجمهور" من قول كلمة الحق ضد عالم الإجرام والعصابات ، وتواطؤ بعضهم بالتعاون مع العصابات والجريمة المنظمة.

فلم يجرؤ اي منتخب عربي بالكنيست على طرح اسماء عصابات وعائلات الاجرام خوفًا منهم وليس خوفًا علينا، وبات همهم  الوحيد وجودهم بالكنيست، لشو؟ حتى هم ليس لديهم جواب!.

هذا يأخذنا إلى اسئلة محورية:

1- هل نريد ان نؤثر على حياتنا من خلال انخراطنا في مؤسسات الدولة وخاصة التأثير على الحكومات؟

2- هل نسعى للإطاحة بحكومة اليمين المتطرف واستبدالها بحكومة اقل عنصرية بأسوأ الاحوال، او نكون شركاء في حكومة تتقبلنا كأقلية قومية لها حقوقها ومستعدة للتعاطي معنا على هذا الاساس؟

3- هل إذا خيرنا بين العيش تحت نظام السلطة الفلسطينية ( في بيوتنا ) وبين البقاء تحت سلطة الدولة ، فماذا كانت خياراتنا؟

هذه الاسئلة يجب ان تكون في مركز الحوار السياسي الكياني لنا مع الاحزاب، وان نجد لها اجوبة واضحة وعدم ذر الرماد في اعيُن المواطن العربي الفلسطيني في اسرائيل ،الذي اصبح واعيًا للمسرحيات.

كل ما كتبت لا يعفي الدولة من مسؤوليتها تجاهنا كمواطنين عزّل في دولة تتزين ديموقراطيتها بوجودنا على ارضنا.

فليعلم الجميع : هنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون

*الكاتب رئيس بلدية الطيبة السابق

مقالات متعلقة