الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 04:01

اشارة ضوء حمراء تحذيرية امام انتشار الامية بين طلابنا

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 25/07/24 23:35

لا شك أن خطر الأمية في العالم العربي أصبح يشكل تهديدا جديا في تطوير المجتمعات العربية وفي طريق تنميتها وبالذات في الدول التي تجري على أرضها الحروب الاهلية ، في الوقت الذي أصبح فيه العالم مشغولا بالمعرفة والتقدم التكنولوجي ، يتنافس من اجل إنتاجها وامتلاكها ، وأصبحت سمة العصر أنه لا مكان في هذا العالم لجاهل أو متخلف عن السير قدما في طريق العلم والمعرفة.
في مجتمعنا العربي في البلاد بالرغم من وجود المدارس لجميع المراحل العمرية إلا ان بسبب اهمال الكثير من الاهل لأولادهم وانشغال الاولاد بالفيسبوك والإنترنت والوسائل الاخرى وإهمال دروسهم وضعف سلطة الاهل والتأثير عليهم , وضعف سلطة المعلم والمدرسة , والتسرب الخفي والمعلن من مقاعد الدراسة , وعدم بذل طلابنا جهودا في التعليم وتحضير الدروس والمطالعة , وبالرغم من أنها نسبة كبيرة من الطلاب المرحلة الثانوية , إلا أنه نسبه منهم لا يجيدون القراءة والكتابة , ولا يمتلكون أبسط أنواع المعرفة وهذا ما اكتشفته خلال عملي في مكتب مراقبة سلوك الاحداث , وهذا الوضع يجب ان يضيء امامنا ضوء احمر بخصوص مستقبل اولادنا , فالإنسان الأمي هو ليس فقط من لا يعرف القراءة والكتابة بل كل من لا يمتلك ادنى المعلومات والمهارات العلمية التي تؤهله للالتحاق بمسيرة التطور والتقدم العلمي والإجتماعي .
يجب وضع خطة يشارك بها مدراء المدارس ولجان أولياء الأمور وسلطاتنا المحلية بالاشتراك مع وزارة المعارف , تهدف الى تعزيز القراءة والكتابة واكتساب المعلومات الضرورية لإثراء طلابنا ، من خلال ارتكازها على جوائز تشجيعية وكذلك دروس توعيه و تقوية للطلاب الضعفاء لأهمية العلم والمعرفة وبناء المستقبل . والجانب العلاجي الذي يتمثل في محو أمية الذين فاتتهم فرص التعليم وأصبحوا يكونون فئة محرومة ثقافيا لتمكينهم من مهارات القراءة والكتابة وإكسابهم المهارات الحياتية الأساسية , بل يجب فتح مزيد من المدارس الصناعية " מפת"ן " لاستيعاب الطلاب الذين يعانون من عسر التعليم أو من ليس لديهم رغبة في التعليم الأكاديمي ,بدل من تسربهم من المدارس والتحاقهم بسوق العمل لان من هذه الفئه يخرج مستقبلا كثير من المنحرفين والمجرمين .
وحتى يتم ذلك يجب بذل الجهود المتواصلة في مواجهة التسرب بالتعليم الأساسي الخفي والمعلن ، عن طريق تنفيذ حزمة من الآليات أهمها تطبيق مشروع القراءة والتأسيس والإثراء بالمرحلة الابتدائية ، والسعي في الوقت نفسه الى تحقيق التحرر من الأمية من خلال تنفيذ مجموعة من الأهداف منها : تحقيق شراكة فاعلة بين المدارس ومؤسسات المجتمع المدني برعاية سلطاتنا المحلية لمواجهة مشكلة الأمية وتحفيز طلاب الجامعات للمشاركة في مواجهة الأمية وجعل هذه المشاركة شرطا من شروط الحصول على شهادة التخرج ، والتنسيق مع الجهات الرسمية والشعبية لمواجهة الأمية والتغلب عليها، وتعزيز قدرات الكوادر البشرية العاملة في مجال تعليم ، وتعبئة الرأي العام لمواجهة مشكلة الأمية .كذلك على الاهل تحديد استعمال وسائل الاتصال المختلفة والتركيز على الدراسة والمطالعة مع التحفيز بالجوائز للأولاد لمن يقرأ قصص وكتب ويحصل على علامات جيده ويتصرف في المدرسة والحياة اليومية بتصرف لائق ومحترم .
وأرى أن مشكلة الأمية تشكل خطراً جسيماً على المجتمع مما يتطلب معه تضافر الجهود للقضاء على هذه الآفة .التي تصيب التنمية الحقيقة فى مقتل والتعاون بين الجهات المعنية تحفيز الأميين على الالتحاق بدورات محو الأمية .,
الدكتور صالح نجيدات

مقالات متعلقة