استغربت كثيرا من جرأة رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية جبريل الرجوب لمطالبته بمنع إسرائيل من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وذلك على خلفية الحرب الإسرائيلية الحالية على  قطاع غزة.  وفي مقابلة حصرية مع موقع "دويتشه فيللي" الالماني ، لفت الرجوب انتباه العالم  الى ان سبب دعوته منع اسرائيل  يعود إلى "انتهاكها للميثاق الاولمبي الذي لديه مجموعة من القواعد التي تنظم الألعاب الأولمبية.

الرجوب، الذي يرأس أيضا الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، افهم العالم أن حوالي 300 لاعب وموظف (في الاتحاد) قتلوا على يد الجيش الإسرائيلي في غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وان

كافة المنشآت الرياضية في غزة قد تم تدميرها، وبعض الملاعب "استُخدمت كمراكز للتوقيف والتحقيق والإذلال بمظاهر معيبة". وقال الرجوب "أعتقد أن هذه المواقف تحرم إسرائيل من المشاركة في هذا المحفل (أولمبياد باريس). وهذا موقفنا، فيما نأمل أن تقدم الحركة الأولمبية على منع إسرائيل من المشاركة."

وللتذكير فقط، فإن  بيتر بالتشيك، لاعب الجودو الإسرائيلي  الذي تم تعيينه كأحد حاملي العلم الإسرائيلي في حفل افتتاح أولمبياد باريس، كان قد نشر صورا على وسائل التواصل الاجتماعي لصواريخ إسرائيلية مع تعليق "هدية مني إليكم بكل سرور". وقال الرجوب في المقابلة إن "بالتشيك يوقع على الصواريخ ويرسلها هدية لأطفال غزة".

أليس هذا انتهاكاً واضحاً لرسالة الرياضة؟

يا ليت الرجوب بقي على هذا النمط من التصريحات. فقبل أيام قليلة وعند افتتاح أولمبياد باريس فاجأنا جبريل بتصريحات تختلف (في جزء منها) كليا عن تصريحاته الأولى. فقد صرح جبريل الرجوب لوكالة الصحافة الفرنسية إنه لن يطلب من رياضييه المشاركين حالياً في الألعاب الأولمبية في باريس الانسحاب بحال أوقعتهم القرعة مع لاعبين إسرائيليين، وذلك بموازاة الحرب الدائرة في غزّة.

أعتقد يان هذه التصريحات للوكالة الفرنسية لا داعي لها وليست في محلها، إلا اذا كانت هناك رسائل معينة من وراء هذه التصريحات

وأخيرا... بقي علينا القول ان الألعاب الأولمبية شهدت انسحابات عديدة لرياضيين منها منذ العام 2004 لرفضهم مواجهة رياضيين إسرائيليين، كان آخرهم لاعب الجودو الجزائري رضوان مسعود الذي انسحب مؤخرا من أولمبياد باريس، وقبله انسحب لاعب الجودو السوداني محمّد عبد الرسول