ضربتان قويتان نفذتهما إسرائيل في توقيت واحد: اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في قلب الضاحية مركز شعبية حزب الله في بيروت، والذي قالت إسرائيل انه وراء اطلاق الصاروخ الذي انفجر في مجدل شمس. ويعتبر شكر القائد العسكري الأول لحزب الله في جنوب لبنان. والذي حلّ مكان مصطفى بدر الدين، القائد العسكري في حزب الله، الذي قتل في ظروف غامضة في سوريا عام 2016. وهو أيضا من كبار مستشاري حسن نصر الله. والضربة الثانية اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران.
وكانت إسرائيل قد اغتالت في السابق قادة مشهورين لحركة حماس مثل مؤسس الحركة الشيخ احمد ياسين، ورئيس الحركة السابق عبد العزيز الرنتيسي وغيرهما من قادة عسكريين.
بعد الفجار مسيرة حوثية في وسط تل ابيب في شهر يونيو/ حزيران الماضي شنت إسرائيل غارات على أهداف للحوثيين في ميناء مدينة الحديدة اليمنية. وفي العشرين من الشهر نفسه صرح نتنياهو بأنه "لا يوجد مكان لن تصل إليه ذراعنا". ويبدو ان الذراع الإسرائيلية تصل بالفعل الى كل مكان بدليل انها وصلت هذه المرة الى قلب طهران واغتالت ضيفها الفلسطيني إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي شارك في حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وبالرغم من ان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصدر توجيهات لوزراء الحكومة بعدم التعليق على اغتيال إسماعيل هنية الا ان وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي ينتمي إلى حزب "عوتسما يهوديت" الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، ضرب ذك بعرض الحائط وقال عقب إعلان اغتيال هنية، إن "هذه هي الطريقة الصحيحة لتطهير العالم ولا مزيد من اتفاقيات الاستسلام الوهمية ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء المحكوم عليهم بالموت".
الغريب في الامر ان وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وبعد ساعات من عملية اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في بيروت الليلة الماضية، وقبيل ساعات من اغتيال هنية في طهران، كتب في منشور عبر منصة "إكس": "إن كل أعداء إسرائيل سيهلكون". فهل هذه محض صدفة؟
عملية الاغتيال التي لم تصدر إسرائيل لغاية الان بيانا بشأنها وقعت فجر اليوم الأربعاء نتيجة هجوم صاروخي موجّه مباشرة نحو جسد هنية، حسب اعلام حماس. وحسبما ذكر الحرس الثوري في بيان، فإن هنية قتل مع أحد حراسه الشخصيين.
الامر اللافت للنظر وجود تضارب في الموقف الإيراني حول كيفية اغتيال هنية. ففي الوقت الذي تقول فيه وكالة أنباء "فارس" الإيرانية إنه "تم استهداف مقر إقامة هنية في منطقة تقع شمالي طهران". ذكرت وسائل إعلام مقربة من طهران، "أن الصاروخ الذي قتل هنية أطلق من خارج إيران".
على كل حال لكل فعل ردة فعل، والله أعلم بالقادم