وضعت لجنة الاستقطابات بالدوري السعودي للمحترفين، حجز الزاوية لمشروع تحول نوعي فيما يخص تعاقدات الأندية مع اللاعبين الأجانب في الفترة المقبلة. ويأتي ذلك من خلال القرار الذي اتخذته اللجنة بأن تتيح للأندية التعاقد مع 10 لاعبين أجانب من بينهم لاعبين إثنين من مواليد 2003 فما فوق، بغرض تعزيز الاستثمار في المواهب.
القرار الذي صدر في نهاية العام الماضي ليتم تفعيله مع انتقالات صيف 2024 دفع الأندية السعودية للبحث عن مواهب أجنبية شابة، لاسيما بين الأندية الكبرى التي تسعى لتعزيز صفوفها بعناصر جديدة.
الأهلي يبادر
ولعل الأهلي السعودي كان المبادر بحسم صفقة شابة قبل صدور هذا القرار، بعدما تعاقد في صيف العام الماضي مع الإسباني جابري فيجا قادما من سيلتا فيجو الإسباني. فيجا الذي أتم مؤخرا عامه ال22 يعد من المواهب المبشرة على مستوى الكرة الإسبانية والعالمية، حيث أن لاعب الوسط الهجومي، قدم مستويات مميزة مع الأهلي لولا الإصابة التي عطلت انطلاقته.
الهلال والاتحاد على الطريق
وإذا كان الأهلي قد بادر باستقدام عناصر أجنبية شابة مثل فيجا، فإن توجه الأندية السعودية الأخرى بات يتركز بشكل كبير على جلب عناصر واعدة من بين صندوق كنوز أندية أوروبا، أملا في تعزيز صفوفها والاستفادة من تألق هؤلاء الصغار على المدى البعيد.
الهلال بدوره دخل في مفاوضات جادة مع البرازيلي فيكتور روكي مهاجم برشلونة الإسباني، حيث أن صاحب ال19 عاما كان هدفا تعاقديا مهما بالنسبة لإدارة الزعيم.
روكي قدم مستويات مميزة مع البارسا وقت حصوله على دقائق لعب بقميص النادي الكتالوني، ما دفع العين الخبيرة في الهلال لتراهن عليه بأن يكون قوة هجومية تضاف إلى الهجوم الأزرق ذو النكهة البرازيلية بوجود نيمار ومالكوم، بالإضافة للصربي ميتروفيتش.
وإذا كانت مفاوضات الهلال مع برشلونة بشأن روكي قد شهدت بعض التعثر، فإن مساعي الزعيم لم تتوقف في جلب صفقة شابة، حيث طرح اسم جون دوران اللاعب الكولومبي في صفوف أستون فيلا.
المهاجم صاحب ال20 عاما، بات هدفا بديلا للهلال حال عدم التوصل لاتفاق بشان ضم روكي.
أما الاتحاد فقد وجد ضالته في الإسباني يان أوليفيراس الظهير الأيسر في صفوف روما الإيطالي وخريج مدرسة مواهب برشلونة "لاماسيا"، حيث يأمل العميد في حسم صفقة اللاعب صاحب ال20 عاما.
مساعي الاتحاد لحسم صفقة أجنبية شابة لم تتوقف فقط عن صفقة أوليفيراس التي بحسب التقارير من الممكن أن تكلف خزينة العميد نحو 4 ملايين يورو فقط
حلول اقتصادية
لا يقتصر الأمر على الاستفادة الفنية على المدى القريب والبعيد للأندية السعودية من جلب صفقات أجنبية شابة، بل أن الجانب المادي سيكون له دور مهم أيضا.
وفي ظل ما أقرته لجنة الاستقطابات في وقت سابق بأن الهلال والنصر استنفذا مخصصاتهما من الدعم خلال صيف العام الماضي، واقتصار دعم الصفقات على لاعبين دون 21 عاما فإن الأمر سيكون فرصة ذهبية لهذه الأندية من أجل تجاوز هذا المأزق المالي.
وإذا كانت بعض الصفقات للاعبين بأعمار من 25-35 عاما قد كلفت الأندية السعودية مبالغ كبيرة تخطت بعضها 60 مليون يورو، فإن فكرة التعاقد مع لاعبين بأعمار أقل ربما تكون حلا اقتصاديا وفنيا مهما للأندية من أجل تحقيق التوازن المالي