عجّلْتَ الرّحيل طبيبنا الجميل حمزة شيخ أحمد
زهير دعيم
كُنتُ في أعلى قمة من قمم جبال الألب ، حينما وصلني الخبر الذي يقطر حُزنًا وألمًا ولوْعةً ، فتأثّرتُ جدًّا وانزعجتْ نفسي، وهوت بي الى أسفل ، كيف لا والخبر صادم وأكثر ، قاسٍ ، يصعبُ تصديقه ؛ يحكي عن انتقال تلميذي الجميل ، المؤدّب ، والمُتفّوق ، والطّبيب الرائد حمزة فخري شيخ أحمد الى السماء فجأة، ودون سابق إنذار ، وهو ما زال في أوْجِ عطائه .
بل ما زال شابًّا في الأربعين يفيض محبّةً وانسانيّةً وعطاءً .
تركنا وترك في نفوس العبالنة كلّهم حُزنًا لا ولن يقدر الزّمن أن يمحوه...
هاجر الى السّماء ، وما زالت روحه الجميلة تُرفرفُ فوق بلدتنا الغالية والحزينة ، تنظر من علٍ الى أبٍ ثاكل جميل ورجل مجتمع محبوب ( أبو إبراهيم ) والى أُمٍّ ( المربيّة وفيقة ) التي أعطت من نفسها وروحها لطلّاب البلدة ، والى اخوة كتبوا على جبين المجدِ قصيدة حلوةً .
نعم ... عجّلْتَ الرّحيل تلميذي الغالي ، وزرعْتَ – رغمًا عنكَ – في كلِّ النّفوسِ لوعة وحزنًا.
كُنتَ الأملَ الجميل ..
كُنتَ النسمةَ المنعشةَ في ليلة صيفٍ ...
كُنتَ حبقةً فوّاحةً فوق ثرى بلدتِنا ..
كُنتَ قصّةً هادفة في كتاب العُمر ...
كُنتَ وما زلتَ في قلوبنا ذاك الطّبيب المحبوب والمُهذّب والمتواضع .. وفي قلبي أنا ذاك التلميذ اللامع والمؤدّب .
فإلى جنّات الخلد تلميذي الجميل ـ ولأهلك ولكلّ محبّيك أزفُّ التعازي
الحارّة سائلًا الربّ أن يمنحهم الصّبرَ والسلوان ، وأن يطيلَ بأعمارهم وأن تبقى – رغم البُعادِ - أجمل قصيدة في ديوان حياتهم .
لروحك سلام .