الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 13:02

مجتمع دموي في ظل إهمال التربية الاسرية... إلى متى؟

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 12/08/24 13:39

نستيقظ كل يوم على أخبار العنف والقتل وشجارات هنا وشجارات هناك , واطلاق نار ليليا في معظم بلداتنا , ومن يقوم بكل هذه الفوضى والعنف الدامي؟ انهم فئة ضالة من أبنائنا الذين فشل ذويهم بتربيتهم التربية الصالحة ,ولا زال مجتمعنا اكثر من عشرين عاما بهذا الوضع المزري بل يزداد سوءا سنة بعد سنه دون ان يجد أحدا حلا لهذه الحالة الخطيرة التي تشكل تهديدا لمجتمعنا حيث اصبح وضع مجتمعنا لا يرضي صديق ولا عدو , ويشعر المواطن ان قانون الغاب هو سيد الموقف , والمجتمع رويدا رويدا يفقد كوابح وضبط الأمور ¸ولا توجد سيطرة على مجريات الأمور وعقلاء القوم تنحوا جانبا وتركوا الامر للرويبضات يعيثون الفساد والفوضى في المجتمع , فيا أهلنا في بلداتنا العربية ماذا جنيتم على أنفسكم؟؟؟

عنف وقتل وجرحى وحرق بيوت وسيارات واعتقالات , وارهاب اطفال , جعل حياة الكثيرين جحيم لا يطاق .

يا أهلنا , لا تهملوا تربية ابنائكم , فالعنف الذي يعاني منه مجتمعنا منذ زمن هو نتيجة إهمال التربية الاسرية , وللأسف ظاهرة إهمال التربية الأسرية بازدياد , نسبة من الشباب الصغار بلا عمل ويبحثون عن الربح السهل والاتجار بالممنوعات على أنواعها ,فأين هم أهلهم من تصرفاتهم ؟

أهلنا الكرام , المشاكل بين أبناء البلد الواحد لا تحل بالشجارات والعنف بل بالحوار والعقل والحكمة , وهذ الكلام موجه الى كل أبناء مجتمعنا العربي في رهط واللد والرملة والناصرة وفي كل مكان ,لان الشجارات للأسف تتكرر وتنتقل من بلد الى أخر وتقطع أوصال المجتمع وتقلب الحياة في بلداتنا الى جحيم , يا خسارة , كل هذا من اجل الصراع على الكرسي او المال ؟

الذي ينظر الى فيديوهات الشجارات بين العائلات في بلداتنا يعتقد ان هذه حرب اهلية , أزيز الرصاص والمفرقعات , وللأسف أصبحت العائلات حتى التي بيدها السلطة المحلية تمتلك السلاح المهرب , فبربكم كيف سنتخلص من السلاح المهرب الذي أصبحت الأكثرية الساحقة من مجتمعنا تشتريه ؟ وعلى الجميع ان يعلم ان ما دام السلاح المهرب بأيدي الناس سوف يبقى مجتمعنا في مستنقع الجريمة والعنف الدامي , فلا تلومن أحدا بل لوموا أنفسكم لان هذا من أيديكم بسبب امتلاككم للسلاح المهرب !!!!!!

للأسف عندما يحدث شجار بين عائلتين ينقلب أهل البلد الواحد الذين تربطهم علاقات الجيرة والنسب والصداقة , والمصير المشترك , بين عشية وضحاها الى اعداء يقتل بعضهم بعضا لأسباب تافه ؟الى اين وصل بنا الحال ؟ أين موقفكم من تعاليم دينكم الذي يناديكم بعدم إيذاء الجار واحترامه والحفاظ على دمه وعرضه وماله , ؟ كيف نريد ان نربي أولادنا في هذه الأجواء العدائية والمزرية في بلداتنا ? أليست هذه الشجارات تزرع العنف والعصبية العائلية والكراهية والبغضاء في نفوس أولادنا ابد الدهر ؟ ,كيف نريد علاج العنف في مجتمعنا ونحن نغرسه صباح مساء في نفوس أولادنا بالمشاجرات التي نفتعلها وبتصرفاتنا العنيفة ؟

يا اهلنا في بلداتنا , نحبكم في الله جميعا ونتألم عندما تحدث شجارات في بلداتنا , أرجو ان لا توصلوا أنفسكم الى هذه الحالة , أوقفوا الاقتتال بينكم واعتبروا واتعظوا و جنحوا نحو السلم حتى لا توقعوا مزيدا من الضحايا , فاستعمال العنف يعقد الامور ويزيد الطين بله , ولا تعالجوا الخطأ بالخطأ , كفى ما حصل ولا تخربوا بيوتكم بأيديكم , عودوا الى رشدكم وحكموا العقل والمنطق , فالحوار هو الاسلوب الافضل في حل الصراعات , ارحموا أنفسكم , ارحموا أولادكم , وتعاونوا على البر والتقوى ,فان الله لا يحب كل معتدي اثيم , فاصطلحوا , فالصلح سيد الاحكام .

مقالات متعلقة