نحن على أعتاب افتتاح السنة الدراسية الجديدة في أجواء ترقب وخوف من نشوب حرب في منطقتنا، وكلي امل ان تكون السنة الدراسية ناجحة وآمنة ومثمرة، كما هو معروف فان التعليم في المدارس هو الرافعة لتطور وتقدم المجتمعات والشعوب ولكن للأسف وضع التعليم في مدارسنا ليس هكذا، فتأثير المدارس هذه الايام على الطلاب أصبح ضعيفا ولا يتعدى احيانا تأثيرها اسوارها الخارجية لأسباب كثيرة لا مجال لذكرها، وفي كثير من الأحيان نرى تصرفات بعض طلاب المدارس الثانوية أقرب الى تصرفات أبناء الشوارع، منها الى طلاب المدارس، لان المدارس اليوم تعلم ولا تربي وفقد المعلم صلاحياته من استعمال الكف التربوي لضبط الامور.
يجب أن يكون للمدرسة دور كبير في بناء وصياغة شخصية وقدرات الطالب المستقبلية بعد دور الاهل، اذا قامت بواجبها كما يجب، وفقا لمناهج تربوية حديثة تتلائم مع تتطلبات العصر، اما اذا كان التعليم في المدرسة وفقا لمناهج دراسية أكل الدهر عليها وشرب، فهذا يهدم شخصية الطالب ولا يوفر له مستقبل باهر، ولذالك يجب إصلاح التعليم الذي هو من ضروريات الحياة بل بدونه تبدو الحياة متعثرة، والقصد بإصلاح التعليم هو ان تحقق العملية التعليمية اهدافها بخلق جيل متعلم ومثقف وواعي ينبذ العنف والتعصب على جميع أنواعه ويحترم القيم الانسانية، ويمتلك القيم والأخلاق وأدوات التأهيل، بحيث يؤهل الطالب مستقبلا عند الكبر دخول معترك الحياة العملية ويخوضها بنجاح، ومواجهة مشكلات الحياة وعلى رأسها ضمان مهنه تكفل له حياة كريمة، وأيضا إصلاح التعليم يتم بوجود المعلم المؤهل بحيث يرى مهنته رسالة هامة وليست وظيفة كما هو اليوم، وكذلك وجود مدير جدير بالادارة، يقود العملية التعليمية، وهو الذي يفرض النظام ويشكل القدوة للمعلمين والطلاب، ويزيل كل الاوصاف السلبية والضعف الذي لحق بالعملية التعليمية، والأمر الاخر الذي يدخل ضمن اصلاح التعليم هو البناء المدرسي الذي اصبح قديما في مدارس كثيرة في بلداتنا ولا يلائم متطلبات العصر، وأصبحت المدرسة أيضا تضم أعداد كبيرة من الطلاب نتيجة الازدياد الطبيعي للسكان، وهذا يقلل من قدرة المدرسة على العطاء والتعليم نتيجة اكتظاظ الطلاب في الصفوف، وكذلك من ضمن اصلاح التعليم مناهج دراسية تلائم المستوى العقلي للطالب وتلائم مفاهيم العصر مع المحافظه على قيمنا ومعاييرنا الاجتماعية، فمثل هذه المناهج الدراسية هي المضمون الذي نريده لطلابنا.
التعليم الذي نريده لأبنائنا هو الذي يؤهلهم للحياة، وهو الذي يهذب تصرفاتهم، وتحصنهم ضد الرذيلة والجريمة والتعصب، ويقود الى تطوير المجتمع، ويجعل المجتمعات قادرة على تبني حلول عملية للمشاكل الاجتماعية. إصلاح التعليم ضروري لكن علينا ان نعيد النظر بالأسس التي تأتي بها المؤسسة الرسمية بما يحمل هذا الملف في داخله من وجهات نظر، وان يكون من يحمل العبء تربويا وإصلاحها هم أبناء المجتمع نفسه، فكما قال المثل : "لا يحرث الارض إلا عجولها"، فالأمر هام لكن الطريق ليس سهلا.