هذه الأيام موسم الاعراس في أوجه في مجتمعنا، وفي الوقت نفسه الموت على رقاب العباد، وهناك اموات في كل بلد، فيا ريت من عنده عرس لابنه او بنته ومات جاره من الأفضل إلغاء الفرق الموسيقية والأغاني احتراما وتقديرا لمشاعر الجار الذي توفي له عزيز، فلا تفرح يا اخي وجارك حزين على فراق الاحبة، ويتوجب عليك احترام شعور جارك وتقديره والاحساس معه في مصيبته وجبر خاطره، فجارك القريب ولا أخوك البعيد، ومن المفضل اجراء الاعراس في قاعات الافراح تفاديا لمثل هذه الحالات غير المتوقعة، والا ما معنى الجيرة الحسنة، الله ورسوله وصوا على الجار لسابع جار، وأقول هذا الكلام لان في احدى البلدات توفي جار احدهم وكان عنده عرس لابنه واستمر بمراسيم العرس دون الأخذ بعين الاعتبار بموت جاره واصبح بينهم زعل وقطع علاقات لعدم احترام مشاعرهم.
اردت ان اشيد بمثل هذه المواقف الاصيلة والشعور الانساني الذي يحترم مشاعر جاره، وهذا هو موقف اصيل وشهم ومليء بالنخوة والمروءة، واردت التطرق الى هذا الموضوع الحساس. لأنه للأسف أصبح الكثير من الناس لا يكترثون بشعور واحترام من فقد عزيزا عليه وحتى لو كان طاعن في السن، فمن فقد أبا أو أما أو عزيزا عليه ففراقهم صعب عليه ولا يرغب بسماع موسيقى صاخبة ولا مزمار في عرس أو أغاني شعبية، فنفسه حزينة وعلينا مراعاة شعوره واحساسه واحترام حزنه، فاذا ساد هذا الاحترام والتقدير بين الناس في المجتمع، يساعد هذا على الترابط والتقارب والاحترام بين الناس.
الاخوة الاعزاء. احترام مشاعر الجار وغير الجار واجب وضروري بين الجيران وأبناء البلد الواحد، فالموت كأس وكل الناس شاربه ولن يتخطى أحدا، فاليوم هنا وغدا هناك، ومن يريد أن يفرح ان كان في عرس أو أي مناسبة عليه مراعاة شعور الآخرين وعدم ازعاجهم والسهر حتى ساعات متأخرة من الليل، فالفرق بين الحرية والفوضى شعرة دقيقة، واذا تخطاها الانسان تسبب للآخرين الازعاج و التذمر والامتعاض، وعلينا الوقوف عند حدنا ولا نتخطاه حتى تسود الألفة والمحبة والاحترام بين الناس، فالمثل يقول: "نام يا جاري حتى أنام أنا واياك بخير".