في السابع عشر من شهر يونيو حزيران العام الماضي نشرت صحيفة " اندبندنت عربي" البريطانية تقريرا عن المسلمين في بريطانيا قالت فيه ان عدد السكان المسلمين شهد نموا كبيرا هلال عقدين بزيادة قدرها 30 ضعفاً وبكثر من ألف مسجد تنتشر في أرجاء البلاد، علماً بأن أغلب تلك المساجد كانت كنائس من قبل. وقد كشفت معطيات الإحصاء العام الذي جرى في بريطانيا عام 2021، عن تحولات عميقة وغير مسبوقة داخل المجتمع الإنجليزي، اذ زادت أعداد الأشخاص الذين يعرفون أنفسهم بأنهم مسلمون بنسبة 44 في المئة والإحصاءات عن مسلمي بريطانيا اختلفت عما كانت عليه، فقد ارتفعت أعدادهم من 2.7 مليون شخص في 2011 إلى 3.9 مليون في 2021، بزيادة قدرها 1.2 مليون مسلم في 10 سنوات، وبات المسلمون يشكلون 6.5 في المئة من مجموع سكان بريطانيا.
ورغم هذه النسبة الكبيرة لعدد المسلمين في بريطانيا ودورهم في مختلف مجالات الحياة البريطانية العامة كونهم جزءا مهما في المجتمع البريطاني . الا ان رئيس الحكومة البريطانية الجديد كير ستارمر الذي فاز حزبه ( حزب العمال) في الانتخابات البرلمانية الأخيرة صيف هذا العام ضد حزب ( المحافظين) بعد 14 عاماً من الجلوس في مقاعد المعارضة اعلن رسميا الحرب على الاسلام.
ففي مقال شامل له في صحيفة (ذا صن The sun) البريطانية قبل أيام قليلة اعلن ستارمر بكل وقاحة الحرب على الاسلام اذ يقول حرفيا في المقال: " ليس لنا خيار سوى مقاومة الإسلام، ولو أدى ذلك إلى تخلي بلداننا ومؤسساتنا عن القيم الليبرالية، وعلينا أن نسن القوانين التي تدفع المسلمين إلى مغادرة أوروبا، ولنا مثال في السويد التي تفرض قوانينها المثلية والشذوذ والإلحاد، وهذا أكثر ما يدعو المسلمين إلى مغادرة أوروبا أو الانصهار في حضارتها وفقدان إيمانهم بالإسلام، وكذلك علينا أن نمنع الهجرة من العالم الإسلامي إلى أوروبا وأمريكا "
كير ستارمر قالها صراحة في المقال ان لديه شكلة مع الاسلام والغريب في الامر ان سبب هذه المشكلة هو اعتراف منه بقوة الدين الاسلامي وصحته فهو نفسه يقول: ان " مشكلتنا الحقيقة تكمن في الإسلام ذاته ومع محمد نبي الإسلام نفسه لأنه دين حضاري يمتلك الإجابات التفصيلية لكل الأسئلة الوجودية والحضارية وهو منافس عنيد للحضارة الغربية التي بدأت تفقد تألقها وهذا ما قاد الكثير من النخب والشباب إلى اعتناق الإسلام، لأنهم وجدوا فيه كل الإجابات عن احتياجاتهم النفسية والروحية والوجودية والاجتماعية التي أغرقتهم فيها حضارتنا المتناقضة. "
حتى ان هذا البريطاني ستارمر يريد تكثيف الدعم لإسرائيل "مهما كانت إجراءاتُها قاسية" لماذا يا ترى برايكم يريد تقديم هذا الدعم ؟ لان القضية ليست سياسية فقط بل دينية بامتياز اسمعوا ما يقوله كير ستارمر " حتى لا تسمح بإقامة نواة لنظام إسلامي في غزة"
مالم نتداركِ الأمرَ، فستملأُ المساجدُ والمآذنُ أوروبا، وسيسيطر الإسلاميون في أي انتخاباتٍ أوروبيةٍ على مقاعدِ البرلمان، وعلى الرأيِ العامِ، والِاقتصاد، ثم يحكمون أوروبا بتعاليم الإسلام.
وأخيرا السؤال الذي يطرح نفسه وبحق: لماذا هذه الحملة البريطانية في هذا الوقت بالذات ولماذا تخويف أوروبا من الإسلام في هذه المرحلة؟