خلق الله- جل جلاله - المخلوقات لحكمة عظيمة، وميز سبحانه وتعالى بينها، وفضل الإنسان وكرمه بالعقل على سائر الكائنات الحية , وسخر له كل شيء في هذا الكون لخدمته وسد حاجاته ، وأمره بالرفق والإحسان إلى أخيه الانسان وبقية الحيوانات إلا الحيوانات الشرسة المفترسة منها.
وقد أمر الله- جل جلاله - الإنسان بالتحلي بالأخلاق الفاضلة والابتعاد عن كل عمل سيء لاسيما تلك السلوكيات القذرة مثل الغدر والغش والكذب والخبث والخيانة التي يمقتها الله و تمتاز بها بعض الحيوانات القبيحة والشرسه .
وهناك من الناس من قد يتخلق ببعض أخلاق الحيوانات الحسنة أو السيئة، فمثلا الكلب يمتاز بالوفاء وكذلك الحصان ، والذئب بالشجاعة والاقدام، ولا شك أن هذه أخلاق جميلة وفاضلة، لذلك وصف أحد الشعراء وفاء الكلاب مقابل خيانة وغدر بعض الأصدقاء لأصدقائهم ,فقال:
وواعجبا من خل كيف يخون خليله --وواعجبا من الكلب كيف يصون؟!
وهكذا تجد بعض الناس يأبى إلا أن يتخلق بالسيئ من الأخلاق، ويتشبه بالسلوكيات القبيحة لبعض البهائم، فمنهم من يروغ كما يروغ الثعلب، ومنهم يلدغ كلدغ الثعابين.
ومن أبشع صور التخلق برديء الأخلاق أن ترى بعض الأشخاص من تطبعوا بطباع الضباع و طباع السوء , وتجدهم يتنافسون على أكل اموال الناس بالحرام كما تتنافس الضباع على الجيف! وتجدهم يتلذذون بالغدر والخيانة كما تتلذ الضباع! يستعملون الابتزاز والخاوة والقوة والعنف من اجل ذلك وكذلك الغش والنصب والاحتيال ويتقنون التمثيل والظهور بأكثر من مظهر ووجه، كما هو حال الضباع التي تستأسد ليلا، وتكون جبانة نهارا , ومن أقبح سلوكياتهم استغلال وظلم الضعفاء والمساكين ، ولا يهدأ لهم بال إلا بإشعال الفتن بين الناس والتفريق بين الإخوان! هؤلاء يحق لنا أن نسميهم الضباع البشرية، الذين يجب الحذر منهم، وعدم أمن جانبهم , وبالمقابل أخلاق الاصدقاء النبلاء أصحاب الكرامة وعزة النفس , هؤلاء يكتمون أسرار وعيوب أصدقائهم حتى لو حصل بينهم خصام.. بخلاف من إذا خاصم فجر وكشف اسرار اصدقائه ولطخ سمعتهم , هؤلاء هم حثالة البشر .
الدكتور صالح نجيدات