الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 23 / نوفمبر 04:01

شاهد على ما حدث في مدرسة…  وين التربية؟ 

أحمد حازم
نُشر: 02/09/24 07:35,  حُتلن: 12:05

في البيت يتعلم الطفل العنف وفي المدرسة يستمر في تعليمه. فالتربية هي الأساس والمدرسة هي البيت الثاني، أي أن المدرسة لها الدور الرئيس الثاني في التربية وصقل عقلية الطفل باتجاه إيجابي. وهذا هو المفترض أن يكون في البيت والمدرسة. لكن ما يحدث في بعض المدارس يعطي صورة عكسية تربويا وتعليميا، مما يجعل تطور التلميذ يذهب في الاتجاه السلبي.

عندما يعيش الطفل جوا من الرعب التربوي في البيت من خلال الأم أو الأب، ينعكس هذا الأمر على سلوكه في المدرسة. ليس هذا فحسب، فهناك آباء يشجعون أولادهم على التمرد ضد المعلم، حتى أني سمعت أماً تقول لابنها:" إذا زعلك الاستاذ أو أهانك أضربو وتعال عالبيت أبوك بدبرو". نعم هكذا وبكل سهولة تطلب الأم (المربي الأول) من ابنها أن يرفع يده على المعلم (المربي الثاني). عندها تذكرت قول الشاعر حافظ إبراهيم: "من لي بتربية النساء فإنها في الشرق علة ذلك الاخفاق".

لكن بعض المعلمين والمعلمات ليس أقل سوءأً. فالبعض منهم يتعامل مع التلاميذ بالضرب أحيانا وبالتوبيخ أحياناً أخرى بكلمات ممنوع ان تخرج من أفواه مربين. وإذا سألت عن سبب التعامل مع التلميذ بهذا الأسلوب المرفوض، يكون الجواب:" هذا الولد ما بفهم إلا بالضرب" أو :" هذا بدو تكسير راس". لكن التربية وردع التلميذ عن الخطأ، لا يمكن أن يكون بهذا الأسلوب، الذي يؤدي في النهاية إلى نتائج لا تحمد عقباها.

كنت على موعد مع صديق لي مدير مدرسة إبتدائية، حيث اتفقنا على أن ألتقيه صباحاً في مكتبه في المدرسة. وكنت هناك قبل الموعد المحدد بربع ساعة. وشاءت الظروف أن يقرع الجرس لاصطفاف التلاميذ وأنا في المدرسة. وما شاهدته أنا شخصيا من تصرف مدير المدرسة مع التلاميذ، يفوق كل التصورات، ويطرح السؤال، عما إذا كانت التربية هي عنوان رئيس في مدارسنا أم العنف هو العنوان الأهم. فعندما تم قرع الجرس حمل المدير عصاً قصيرة، وبدأ بالجري وراء التلاميذ يحثهم بصوت عنفوي عال جداً على السرعة للاصطفاف، مستخدما كلمات أقل ما يقال فيها إنها كلمات "أولاد شوارع".

وأنا خارج من مكتب المدير، سمعت معلمة تصرخ بوجه  تلميذ قائلة:" أقعد يا حيوان المرة الجاي بتيجي حافظ الدرس". وعلى بعد أمتار قليلة وفي صف آخر سمعت معلماً يقول لتلميذ بصوت عال:" يا حمار كم مرة صرت مفهمك وبعدك حمار". إضافة إلى أشياء أخرى يندى لها الجبين. المؤسف والمخزي في آن واحد، أني عندما بحثت هذا الأمر مع صديق لي يحمل وللأسف صفة مفتش في المعارف، ضحك وقال: "إحنا العرب هيط شو بدك تعمل، إحنا مش في أوروبا ".

وأعتقد بأن الشاعر العربي الراحل احمد شوقي الذي قال في شعره: "قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولاً"، لو أفاق من قبره ورأى تصرفات بعض المعلمين والمعلمات مع التلاميذ لاعتذر من العرب عما قاله عن المعلم. 

وأخيــــراً... التقليل من ظاهرة العنف المنتشرة في المجتمع العربي لا يتم عن طريق "الحكي" وإصدار التصريحات والبيانات بل من خلال العمل الحقيقي من المجتمع والشرطة، وهذا ما نفتقر إليه. 

مقالات متعلقة