الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 06 / أكتوبر 15:02

"حزمة نور"

هدى عثمان أبوغوش
نُشر: 06/09/24 07:23

قصة الأطفال"حزمة نور"للكاتبة الفلسطينية نبيهة راشد حبارين،رسومات هيفاء عبد الحسين،صدرت القصّة عام 2021،عن دار الهدى للنشر والتّوزيع كريم-كفر قرع.

نحن أمام قصّة أطفال  تبحث عن السّلام والأمن لكلّ البشر، فيها أمنيات ودعوات لنبذ الحروب التي تحطم أحلام الطفولة،وتكسر قلوب البشر،فيها صرخة أعطونا الطفولة،وقد حملت الكاتبة رسالتها من خلال الطفلة  نورالتي أخذت تحاور القمر في منامها،وقد أهداها حزمة النور العلوي التي تشبه مصباح علاء الدّين من حيث تحقيق الأحلام.

وقد أظهرت الكاتبة من خلال أمنيات نور،مجموعة من الحالات التي تضررت جرّاء الحروب،والتي تعافت بسبب حزمة النور العلوي.

المكان في القصّة هو البيت والجيران،أمّا الزمان فهو النهار واللّيل.

العنوان"حزمة نور"مرتبط ببطلة القصّة نور  وحزمتها،ويجعلنا نتساءل ماذا حدث لحزمة نور؟ماذا يوجد في الحزمة؟

أسلوب السّرد في القصّة-جاء السّرد في  الصفحة الأولى من القصّة بشكل جميل،حيث وصفت الأطفال وهم يلعبون،ونور تراقبهم من خلال شرفتها،وهي ترتدي نظارتها،ثمّ  انتقل السّرد بلغة الكبارمستخدمة بعض الجمل التي لا تتناسب للغة الطفل عامة.فقد جاءت بشكل إخباري أو إنشائي،بعضها اعتدنا سماعها من خلال نشرات الأخبار.

"وأخبار ويلات الحرب على المواطنين الآمنين في كلّ مكان،وشاهدوا تبعات الحرب"،وأيضا بعض المصطلحات التي لا تلائم أن تكون في قصّة للأطفال لأنها تحتاج لشرح عميق،وأيضا حجمها أكبر من سنّه،ستدخله في دوامّة السياسة. مثل:العقيدة،القومية،الاجتياح العسكري ،مفاعل نووية،أساطيل حربية وغيرها"استخدمت الكاتبة التأنيس في القصّة مثل:(عندما حاورت نور القمر).نجد غياب الهواتف الذكية،خاصة أثناء اللعب وهي صورة جيّدة ،على الرّغم من ندرتها في المجتمع،حيث تحول الهاتف لعضو من أعضاء الجسم يلازمه في كلّ مكان،وأيضا أعجبني اجتماع العائلة لمشاهدة الأخبار،هي أيضا صورة نادرة،فالعائلة لم تعد تجتمع كما قبل،بسبب غزوّ الهواتف والحواسيب،فأصبحوا يشاهدون ما يريدون على انفراد.

كان اختيار الكاتبة للقمر والاسم نور جميلا،حيث ارتبطت المعاني معا،فالقمر يضيء الكون في اللّيل،ونور في معناها تشعل النور،وكلاهما محبا للخير،فنور والقمر مرتبطان بفحوى القصة،في إنارة قلوب البشر بالخير ونبذ الحروب.

لستخدمت الكاتبة تقنية الحلم لتحقيق الأحلام والأمنيات.

ختمت الكاتبة القصة بألفاظ  دينية تشير إلى المحبة  والسّلام،حيث اقتبست أقوالا من الإنجيل،وآية من القرآن،ممّا يذكرنا بالأسلوب الإنشائي حين يختم الطالب موضوعه إما بعبارة أو آية الخ وليس سردا بلغة خاصة بالطفل،فقد تحولت القصّة وكأنها مواعظ وخطب.

من الملاحظ  في القصّة عدم وجود الصراع بسبب غياب مشكلة ما،فالقصة هي مجموعة أمنيات وصور  تتمنى أن تتحقق من خلال الطفلة نور عبر حزمتها السّحرية،ربما تكون المشكلة هي رمزية جماعية،هي مشكلة الحروب وآثارها.فالحلّ هنا خيالي،غير واقعي،ويصطدم به الطفل،وكأني أسمع الأطفال يصرخون في ظلّ الحرب:نريد حزمة نورحالا.

وأيضا فإن إسهاب الكاتبة في الأغنية ليس لصالح القصّة،فمن الممكن أن تشتت أفكاره وتركيزه بالقصة خاصة بسبب طولها،ومن الجميل هو الاختصار في الكلمات.

لم تكن هناك علامات ترقيم للصفحات،أمّا الرسومات فكانت جميلة ،واضحة.برزت شخصية الطفلة نور  صاحبة القلب الرقيق والرّوح الجميلة،التي ترمز إلى المحبة بين البشر،تنشر نورها بالحب لتضيء القلوب.تقول"أرجوك لا أريد أن أفرح أنا وحدي."هنا إشارة ودعوة إلى حبّ الخير للجميع،وهذا ما نفتقده في عالمنا الذي أصبح هدفه الكراسي وحبّ الذات والمال،على حساب أطفال العالم.

باعتقادي أنّ شخصية نور الحنونة الطيبة ستجذب الطفل،لأنه سيتعاطف وينضم معها لصرختها المحبة للخير لكلّ البشر.وأنهي قراءتي بصرخة ما زالت مستمرة قالها شاعرنا القومي توفيق زيّاد حين قال"وأعطي نصف عمري للّذي يجعل طفلا باكيا يضحك"

مقالات متعلقة