الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 22 / نوفمبر 09:02

التعليم الجيد هو الرافعة لتقدم المجتمع , والتعليم السيئ هو بوابة كل شر وتخلف

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 16/09/24 14:32

للمعلم دور كبير في تكوين شخصية تلاميذه بعد دور الأهل ، وقال غاندي " ان علمت ولدا فانك تُعلم شخصاً واحداً ، وان علمت فتاة فأنت تُعلم عائلة ومجتمعا وأمة بأسرها "، والمعلم الجيد والمخلص في عمله له تأثير كبير للغاية على صياغة شخصية التلاميذ ومن ثم الاجيال , ولو نظرنا الى التعليم في مدارسنا توصلنا الى نتيجة انه بحاجة الى اصلاح , وبالمقابل لو نظرنا وتعرفنا على التعليم في اليابان على سبيل المثال نجد ان أسباب تقدمها وتطورها كان بسبب التعليم بالرغم من ضربها بالقنابل الذرية في الحرب العالمية الثانية على يد الامريكان , فهم وضعوا كل اهتماماتهم بالتعليم حتى نهضوا بمجتمعهم الى الامام ، فعلى سبيل المثال، في اليابان يركزون على الأخلاق أولا وكذلك على مبدأ الجد والاجتهاد والإتقان حيث بنظرهم أهم من الموهبة والذكاء الفطري للطفل، فالطالب الياباني منذ الطفولة رسخت لديه مفاهيم بأن بذل الجهد والتركيز في العمل والتدريب أهم من الذكاء، وهذا الأمر لم يأت الا من سلسلة خطط لإنشاء أجيال متعلمة والأبرز في تلك الخطة هو اختيار المعلم الناجح الذي يمتلك القدرات على التعليم المتميز.

ولو أتينا للتجربة السنغافورية في التعليم، فهي مذهلة كون أن نظام تعليمهم يعد أحد أرقى أنظمة التعليم في العالم، ومن خلال التعليم المتقدم تطورت سنغافورة وأصبحت من الدول المتقدمة، لأنهم ركزوا على التعليم واعتبروه هو رأس المال الحقيقي لنهضة بلادهم وهو أهم من البترول والغاز وفعلا تحققت طموحاتهم، وكان المرتكز على المعلم صاحب الكفاءات .

بعد استعراض التعليم في اليابان وسنغافورة أسأل: وماذا عن التعليم في مدارسنا ؟ صحيح ان وزارة المعارف هي المسؤولة عن مناهج التعليم وتعيين المعلمين في مدارسنا وهي للأسف لا تبذل جهدا في اصلاح التعليم لغاية في نفس يعقوب وان هناك هوة عميقة وواسعة جدا بين التعليم في المدارس العربية واليهودية وأعتقد أن الكل متفق على أننا نعاني من مخرجات التعليم ونتائجه لاسيما في السنوات الأخيرة، وهناك مشاكل كثيرة جدا في مدارسنا وطبعا الأسباب كثيرة لا تعد ولا تحصى، وللأسف البعض من المعلمين أخذ مهنة التعليم ليس بمفهوم التعليم كمهنة مقدسة بقدر ما أنه اختار مهنة التعليم لقبض الراتب في آخر الشهر , وهناك ظاهرة مقلقة وهي غياب المعلمين بحجة المرض ، وظاهرة اخرى خطيرة جدا للأسف وهي تعيين الكثير من معلمات الصفوف الاولى ومعلمات الروضات غير المؤهلات لتعليم الأطفال بالرغم من ان مرحلة الطفولة هي من اهم المراحل التأسيسية لبناء شخصية الطفل .

وبما أن المعلم هو أساس العملية التعليمية، أتمنى أن تتحول كليات إعداد المعلمين في بلادنا كحال كلية الطب والهندسة في القبول لمهنة المعلمين حتى نضمن أن العملية التعليمية ممكن أن تتحسن بعد عقدين من الزمن وتخرج لنا أجيال متعلمة واعيه لدخول معترك الحياة وليس أجيالا تهدى لها الشهادات بلا فائدة والتركز على العلامات وليس على الفهم وجوهر التعليم .

مقالات متعلقة