الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 03 / أكتوبر 16:01

الخطاب المذهبي اصبح بديل لهوية الوطن والدولة عند الشعوب العربية

صالح نجيدات
نُشر: 30/09/24 18:25

للأسف الامة العربية تعاني من الجهل والكراهية ومن التخلف والانقسامات ويسود عدم الرضى عامة الشعوب العربية نتيجة الأوضاع الاقتصادية والفقر وتقييد الحريات و الظلم والمذلة ،والمحزن ان الشعوب العربية اليوم تتحرك للأسف بدون أهداف وبلا بوصلة تهديها إلى الطريق المستقيم , والبوصلة مفقودة ، والشيء الوحيد والمؤكد أن حراك الشعوب العربية أدى الى الانزلاق في ثمانية حروب اهلية خلال العقود الماضية حرقت الاخضر واليابس ودمرت الدولة التي يقطنون فوق أرضها ،فهنالك هدم لكيان الوطن بلا تفكير ، ودون أن يكون لمشروع الهدم ، مشروع بناء بديل ومتين وأقوى .فلماذا يحرقون المؤسسات والثروات والبنية التحتية بدل النضال من أجل تغيير الانظمه الفاسده ؟.ولماذا اندفعت تيارات الطائفية والعشائرية تهدر وتهدد الدولة كيانا وهوية ؟ ولماذا تفجر الخطاب المذهبي والطائفي ليصبح هوية بديلة عن هوية الوطن أي الدولة للجميع ..؟ هل تطرح الشعوب الغاضبة البديل عن تخريب وإضعاف الوطن ..؟ هل لدى الشعوب العربية مشاريع بناء راسخة تحل محل الانظمة الفاسدة التي أعلنت الشعوب العربية غضبها عليها ..؟ والأهم من كل هذا لماذا تخلط الشعوب العربية صورة الحاكم الفاسد بكيان الوطن والدولة ..؟ هل من الحكمة هدم الوطن الذي هو البيت الدافئ للمواطن وبدونه لا وجود له ؟ فالذي يهدم وطنه هذا يعني انه هدم بيته , ومن يهدم بيته فهو انسان مختل عقليا , فهل اختل عقل ألامه ؟ فمثلا نرى الدمار والهدم في سوريا تقشعر له الابدان وحسب المعلومات التي نشرت أن ما يزيد على عشرة آلاف قرية دمرت بالكامل ومحيت عن وجه الارض وكذلك هدم المساجد والكنائس والآثار الحضاريه المهمة وغيرها من مؤسسات الوطن والمعالم الحضارية للأمة العربية .
نتفهم أن يحتج العرب على حكامهم و يثوروا لتغيير صورة النظام الفاسد ، ولكن أن يغضبوا من " كيان- الوطن أي الدولة " ومؤسساتها ، ويحاولون القضاء عليها فهذا أمر مؤسف , إلا اذا برمجوا في عقولهم نمط دولة جديد قابل للحياة والتجدد , وهو ما نشك فيه تماما ، للأسف كل هذه الثورات لا تملك الرأس المفكر والقيادة الفكرية التي تقودها ، نستغرب أشد الاستغراب أن نجد صمت العقول والقيادات الواعية والقبول بجنون الشوارع التي تغمرها الجماهير التي تردد هتافات لا تحمل نبرة البناء بل الهدم والدعاء على الشخصيات الوطنية ، فهل يظل مسلسل الهدم وتخريب مؤسسات الوطن والغوغاء مقبولا حتى اليوم ..؟ فهل حالة هدم الوطن أو الدولة التي بنتها الأجيال العربية فكريا وروحيا وعمليا ، ستظل تقود جماهير الشوارع ..؟ وهل هذه هي الديمقراطية ..؟ وإلى متى تظل "الجماهير " تلوح بالعنف وبمعول هدم الدولة ، دون أن يطرح العقلاء المشروع الذي يجدد الدولة ولا يهدمها ..؟ على الشعوب العربية أن تميز بين سياسات الحكومات والحكام وبين الدولة ككيان الذين يعيشون فوقه . فلا تهدموا كيانكم ودولتكم بمعول جهلكم وكراهيتكم لبعضكم البعض أيها العرب.

مقالات متعلقة