نصلي لله ان يجنب بلادنا الحرب وويلاتها، هذه الحرب الدافع لها الطمع وحب السيطرة وهناك من قادة الشعوب يصنعون من جماجم البشر سلما لتحقيق أهدافهم. ونسأل ,لماذا لا يتعلم الانسان من تجارب الماضي بالنسبة لأضرار الحروب ونتائجها الكارثية؟ ولكن سبحان الله منذ أن هبط آدم وحواء على الأرض وإنجابهما الاولاد, والعداوة قائمه ومتأصلة في طبيعة الانسان فقتل هابيل اخيه قابيل ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا العنف وسفك الدماء مستمر بين البشرية؛ فالإنسان لم يعتبر ويتعظ من الحروب والويلات التي حدثت على مر التاريخ ولا من الخسائر البشرية والمادية.
فالحرب العالمية الأولى والثانية كانت هي الاشرس والأبشع والأكثر قتلا ودمارا حيث قتل عشرات الملايين من البشر ودمر اقتصاد للدول وبنيتها التحتية، ولم يتعلم الانسان العبر والدروس مما خلفته هذه الحروب من مآسٍ بشرية ومادية وجروح نفسية عميقة، بل استمر الصراع الدموي بين الشعوب والدول ، وللأسف الدول العظمى هي التي تخلق الفتن وتصنع هذه الحروب من اجل سيطرتها ومطامعها الاقتصادية وحب السيطرة، وهي تصنع الاسلحة الفتاكة والأسلحة النووية بغرض تأجيج هذه الصراعات والقتل والعداوة بين البشر التي للأسف لم تتوقف لدقيقة واحدة. طور الانسان التقنيات الإلكترونية وأوجد حربًا من نوع آخر ، وهي الحرب الالكترونية , حرب الصواريخ العابرة للقارات وهي ألأكثر خطورة وتدميرا ؛ حرب الكبس وضغط على الازرار من بعيد دون المشاركة الفعلية في ميدان المعركة.
فالجندي يشارك في المعركة وهو في مكان بعيد ؛ ليحقق انتصارات وهزائم ثقيلة وموجعة بالآخرين، دون ان يرى نقطة دم واحده , وهذا لا يجعله يشعر بألم قتل الاخرين , فأصبح الانسان خالي الشعور لا يشعر بمعاناة الغير ومآسيهم , وأصبح الحيوان يشعر مع اخيه الحيوان أكثر بكثير مما يشعر الانسان مع اخيه الانسان , فأصبحت الانسانية في خبر كان وهذا الامر مقلق بشكل كبير ويهدد سلامة البشرية.