خلق الله البشرية من آدم وحواء وميز بينهم وبين الخلائق الأخرى بالعقل وعلمهم الحكمة والعلم , وعلم الانسان ما لم يعلم كما ورد في القرآن الكريم , ولا تفاضل بينهم , وارسل الأنبياء والرسل والكتب السماوية ليقول للبشرية يوجد اله واحد فاعبدوه , وكل ذلك من اجل ان يسلكوا طرق الخير المشروعة وأرقاها , لكي يكون الانسان انسانا حقيقيا حتى تكون الإنسانية رابطة وثيقةٌ مِن الدم والمشاعر والأفكار تربط بين جميع َ أبناء ادم وحواء على هذه الأرض مهما اختلفت دياناتهم وتعددت ألسنتهم وتباعدت أوطانهم .
ولكن البشرية ابتعدت كثيرا عن انسانيتها في هذا الزمان واصبح الانسان وحش لاخيه الانسان وكثر سفك الدماء وابتعدت البشرية عن المسار الذي رسمه الأنبياء والرسل لهم وأصبحت الإنسانية في خبر كان وسيطرت الماديات على عقول ونفسيات البشر وابتعدوا عن عبادة الله .
أخي الإنسان , الإنسانية ليسَت مرحلة زمنية ننتهي منها، ونتجَاوزها إلَى غيرِها، إنّها الاختيَار الوحيد أمامَنا، فإما أن نتصِفَ بِها، أو نصبِح وحوشا كَاسرة، أسلحتهَا مخالِبها الحادة وأنيابهَا القاطعة، ننقَض علَى الضعيف واليتيم، ونأكل حقه، ونستقوِي علَى المرأة، فسلبها إنسانيتها بالظلمِ والجورِ والعدوان، ونستهين بالكبيرِ والعاجِز، فلا ارحمهما أو نقدر شيخوختَهما وضعفَهما، وتمتد أيدِينا إلَى ما لا نملك، فتسرق ِونبتز ونأخذ الخاوة وتعربد ونقتل ونغتصب حقوق الآخرين، وتطول ألسنتنا في أعراضِ الناس، بالقذف والغيبة والنميمةِ والاستهزاء ويصبح قانون الغاب سيد الموقف .
الإنسانية، يا اخي بالإنسانية ، ليست عيبا تخجل منه، أَو سلوكا تتورع عن ممارسته، أو صِفةً تَستحي أن تنعت بها، إنها وِسام شرف ٍ تعلقه على صدرِكَ مدى الحياة، كن رائعا جميلا، مهما زاد القُبح من حولك، كن نظيفا نقيا، حتى لو تلوث الناس جميعا، الزم الصدق والأمانة والشهامة والمروءة وعدم الغش وإن صار الكذب والخيانة بِضاعة الجميع، وإياك ثم إياك أن تندم لأنك عشتَ إنسانا حقيقًيا، بل هم الذين عليهِم أن يخجلوا مِن زيف أقنعَتهم، وتلون وجوههم!
احرص علَى الترقي فِي إِنَسانيتك، واشعر بآلام غيرِك كما تشعر بآلامك عندها تكون انسانا حقيقيا ! اسعد غيرك بالسعادة ,َأُحسن الطن بغيرك وهات يدك يا اخي بالانسانية لأُصافحك ، واقترب مني لأُعانقَك، وأَقول لكَ بِملءِ صوتي : مبارك عليك، وهنيئا لك بانسانيتك .
الدكتور صالح نجيدات