الأسرة والمدرسة ومؤسسات اخرى ودور العبادة عليها ان تتكاتف من اجل التنشئة للجيل الصغير ومن أجل بناء تعليمه وإكسابه المعارف والاتجاهات والمهارات التي تراها ضرورية وقيمة لوجوده ورسالته في الحياة. في غياب الفلسفة التي توجه جهود المؤسسات والأفراد تبقى الأبواب مفتوحة لاجتهادات الجميع وتأويلاتهم، كل حسب قيمة ورؤيته ورسالته المقدسة .
يجب اللقاء والتنسيق مع مدراء المؤسسات ورجال تربية بحث السبل بكيفية بناء الأجيال الصغيرة ضمن برنامج توعوي حول دور مؤسساتهم في نشر وتعميق الالتزام بالتربية الصالحة والتثقيف والتوجيه والتوعية في صياغة شخصية الأجيال الصغيرة التي سوف تواجه تحديات كبيرة في المستقبل على ضوء سوء الأوضاع التي نعيشها هذه الأيام ، من خلال المناهج والأسرة والتدريب وبرامج التوعية والإرشاد, ويجب الحديث عن وظيفة التربية كوسيلة إعداد اولادنا للحياة في المستقبل التي يتطلب أداؤها معرفة الحياة التي يعد لها اولادنا الصغار، والخبرات اللازمة لتنمية وتطوير استعداداتهم ومواهبهم في بيئة جاذبة مجهزة للتفاعل المنتج بين أطراف العملية التعليمية وأركانها.
في كل بلاد الدنيا، يعتبر التعليم الموجه الأساسي لكل أهداف الحياة . وفي بلادنا، ترتكز هذه الفلسفة على أسس فكرية ووطنية وإنسانية واجتماعية. وتتمثل الفكرية منها في: "الإيمان بالله، والمثل العليا لمجتمعنا العربي في البلاد ، واعتبار الإسلام والمسيحية نظاما فكريا سلوكيا يحترم الإنسان ويعلي من مكانة العقل ويحض على العلم والعمل والخلق الحسن ، ونظاما قيميا متكاملا يوفر القيم والمبادئ الصالحة التي تشكل ضمير الفرد والجماعة،
علينا التركيز على الفلسفة التربوية لمجتمعاتنا، ومدى قدرتنا على ترجمتها إلى أهداف وبرامج ومناهج تعظم الإنسان وتحترم حقوقه وتبني قدراته، لتمكنه من القيام بأدوار إنتاجية وإبداعية في عالم تنافسي ينهض بمواهب وقدرات ومبادرات أفراده.
يجب تجنيد وتسخير الجهود في إعداد جيل قادر على العمل والإنجاز والتنافس والإبداع ويحترم التنوع، ويتسع انتماؤه ليتجاوز حدود الجماعة والطائفة والعشيرة، ويسهم في دفع مسيرة مجتمعنا الى الامام بدلا من التقوقع وعدم الاكتراث .