الإنسان العربي يعيش ويموت وهو مراقب في تحركاته ان كان في وطنه أو خارجه، وهو مظلوم ومقهور اينما تواجد ويشعر انه مطارد وهو يحمل عقدة الدونية نتيجة ذلك.
لقد تعود الإنسان العربي وتربى على الخنوع وثقافة الوعد المؤجل والنصر المؤجل والغد الأجمل المؤجل. يعيش ويموت وهو ينتظر تحقيق الوعدات الجميلة من نصر وعزة وكرامة وتحسين ظروف المعيشة.
للأسف عاش العرب اجيال بعد اجيال الى يومنا هذا ووضع الامس يشبه وضع اليوم، فلم يكن حال العرب يوما، خيرا من حالهم في هذه الأيام من تمزق وحروب وشرور وجهل وسوء حال وانحطاط، فهذا واقع عربي مستدام منذ مئات السنين.
تصفحت تاريخ ألامة العربية فوجدته ملئ بالقتل والفتن والتشرذم، وما يقال عن تاريخ وماض العرب انه مشرق ومشرف فهذا غير صحيح، لأنه نسج مؤرخين وكتاب وحالمين لإحياء فكرة الرجاء والأمل والانتظار والصبر الذي هو "مفتاح الفرج". يجب ان نقول الحقيقة للأجيال القادمة حتى لا يعيشوا في نفس الدوامة التي عاشها الأجداد والآباء، من اجل تغيير هذا الواقع المر.
العرب لا يهتمون بالعلم ولا بالعمل فكيف ستطور شعوبهم وتتقدم، بالرغم من ان اول سورة نزلت على الرسول الكريم صل الله عليه وسلم " اقرأ "، ولا يهتمون بتنشئة أبنائهم وإعدادهم للحياة من أجل بنائها، ولكنهم يعدونهم للموت والفناء في حروبهم الأهلية الشيطانية حيث حدثت ثماني حروب أهلية خلال العقود الماضية في لبنان وسوريا والعراق واليمن وليبيا والصومال وفي السودان لا زالت الحرب الأهلية مشتعلة حتى اليوم، فالدين السياسي لعب دورا هداما في تشتيت ألامه ناهيك عن الفتاوى المفبركة باسم الدين التي أثارت البلبلة والفتن.
لا يدركون أن النصر الحقيقي هو التغلب على الذات الواهمة. إن الشعوب الأخرى بنت المعامل والمصانع والمختبرات والحقول بالعلم والمعرفة، وطورت واخترعت فانتصرت ولا تبحث عن النصر في الحروب والمعارك والقتل، ولا تفرح لكثرة شهدائها، بينما أمتنا لا ترى النصر إلا في الاقتتال والدم والدمار، لذلك هي مهزومة أبدا للأسف الشديد نتيجة وجود انظمة عشائرية فاسده بشعوبها ولا بأوطانها!!!.