الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 30 / أكتوبر 13:01

مشاركة وفد رجال اعمال عرب من البلاد في مؤتمر الحلال الدولي الأول في هانوي

كل العرب
نُشر: 30/10/24 07:50,  حُتلن: 10:35

بدعوة استثنائية وفريدة من نوعها، شارك وفد من رجال الأعمال العرب من البلاد في مؤتمر الحلال في هانوي، حيث تزامن هذا المؤتمر مع زيارة رئيس وزراء جمهورية فيتنام الاشتراكية، السيد فام مينه تشينه، إلى الشرق الأوسط. تأتي هذه الخطوة في إطار التوجه الجديد لفيتنام نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع دول الشرق الأوسط. وقد تلقى رئيس المجلس العربي للعلاقات الدولية، الصحفي خالد خليفة، دعوة من سفير فيتنام في البلاد، السيد لي دك ترانج، لزيارة فيتنام والمشاركة في المؤتمر الدولي الأول للحلال، الذي عُقد في العاصمة هانوي في 22 أكتوبر 2024.

وشهد المؤتمر حضورًا واسعًا لمندوبي الدول العربية والإسلامية، حيث نظم المجلس وفدًا من رجال الأعمال والمبادرين ورؤساء الشركات العرب للمشاركة في المباحثات التي امتدت على مدى يومين. وخلال المؤتمر، استغل رجال الأعمال العرب هذه الفرصة لبحث التعاون الاقتصادي مع الجانب الفيتنامي وتوقيع اتفاقيات تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية، حيث التقى الوفد برئيس الوزراء الفيتنامي السيد فام مينه تشينه وأعرب عن دعمه لتعزيز التعاون الثنائي بما يعود بالنفع على النمو الاقتصادي للجانبين.

وفي كلمته خلال المؤتمر، أشار الصحفي خالد خليفة إلى توجه فيتنام الجديد نحو التقارب مع دول مجموعة "البريكس"، ولاسيما بعد مشاركة رئيس الوزراء الفيتنامي في مؤتمر "كازان" الذي عقد في روسيا مطلع هذا الشهر. وأوضح أن هذه السياسة ستدعم الاقتصاد الفيتنامي وتزيد من نفوذه في العالمين العربي والإسلامي، مما يعزز فرص التعاون المستقبلي بين الدول العربية وفيتنام.

كما ظهر رئيس الوزراء فام مينه تشينه بقدرة قيادية قوية ونهج تنفيذي فعال منذ توليه منصبه، مما أسهم في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في فيتنام رغم التحديات المتنوعة. وتتسم قيادته بنهج عملي واستباقي، خاصة في التعامل مع التعافي من الجائحة وتحقيق استقرار الاقتصاد ودفع الإصلاحات الرئيسية إلى الأمام. وقد ركزت الحكومة، تحت توجيهاته، على تحسين الإدارة العامة وتعزيز التحول الرقمي وجذب الاستثمارات الأجنبية للحفاظ على النمو الاقتصادي.

مع رئيس وزراء فيتنام

إن تركيز السيد فام مينه تشينه على الابتكار والتحديث، خاصة في مجالات تطوير البنية التحتية والطاقة الخضراء، جعل فيتنام لاعبًا أكثر قدرة على المنافسة على الساحة العالمية. بالإضافة إلى ذلك، عززت مبادراته في السياسة الخارجية العلاقات الدبلوماسية لفيتنام وزادت من التعاون الدولي، خصوصًا مع الاقتصادات الكبرى والشركاء الإقليميين. وتستمر قيادته في لعب دور حاسم في جهود فيتنام للحفاظ على الاستقرار السياسي وتعزيز المرونة الاقتصادية وضمان التنمية المستدامة.

وفي 28 أكتوبر، بدأ رئيس الوزراء فام مينه تشينه زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدًا على تطوير العلاقات الشاملة بين البلدين. وقد أُقيمت مراسم الاستقبال الرسمية في العاصمة أبو ظبي، حيث استُقبل من قِبَل نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، مما يدل على عمق العلاقات الثنائية.

شارك في مؤتمر الحلال الدولي في فيتنام مجموعة من رجال الأعمال العرب من البلاد، شملت السيد بسام طباجة، والسيد زياد ملحم، والسيد فريد دراوشة، والسيد سامر زعبي، والسيد شوكت شبلي، والسيد أمين أبو شهوان، والسيد محمد صفية، والسيد رامي ملحم، والسيد يزيد شدافنة. واستمرت إقامة الوفد 11 يومًا، زاروا خلالها العديد من المدن الفيتنامية، منها هانوي وهالونج باي وهوشي منه، إضافةً إلى مناطق ريفية، حيث أجروا لقاءات مع رؤساء شركات فيتنامية ووقعوا اتفاقيات تجارية تتعلق بمنتجات الحلال. كما زاروا جامعات في هانوي وهوشي منه، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي وتبادل الطلاب.

وفي سياق آخر، احتفل المجلس العربي للعلاقات الدولية في الناصرة بالعيد الوطني الفيتنامي، تلاه زيارة وفد من المجلس إلى السفارة الفيتنامية لتهنئة القيادة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في خطوة تهدف إلى تعزيز أواصر العلاقة بين الطرفين.

يأتي هذا التوجه الفيتنامي الجديد ضمن سعيها لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية مع العالم العربي، لا سيما مع المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة. فقد شهدت السياسة الخارجية لفيتنام تطورًا ملحوظًا، حيث أكد رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشينه على أهمية التعاون مع الدول العربية ضمن استراتيجية شاملة لتنويع الشركاء الاقتصاديين. ويتوقع أن تعزز زيارته الرسمية الحالية إلى كل من السعودية وقطر والإمارات، وهي الزيارة الأولى لرئيس وزراء فيتنامي إلى تلك الدول منذ 15 عامًا، مسارات التعاون الاقتصادي والسياسي وتفتح آفاقًا جديدة في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والطاقة.

من جهة أخرى، أبدت فيتنام اهتمامًا خاصًا بسوق الحلال العالمي، حيث سلط المؤتمر الدولي للحلال الضوء على رغبتها في الاندماج العميق في هذا القطاع المتنامي. وقد عززت هذه الخطوة مكانة فيتنام كمنافس قوي في هذا المجال في جنوب شرق آسيا، لاسيما بفضل ما تتمتع به من إنتاج زراعي كبير واتفاقيات تجارة حرة واسعة، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا لدول الخليج.

شهدت العلاقات التجارية بين فيتنام والسعودية نموًا ملحوظًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري 2.68 مليار دولار في عام 2023. تتمثل صادرات فيتنام الرئيسية إلى السعودية في الأرز والشاي والفلفل والقهوة، بينما تلبي المنتجات البتروكيماوية السعودية جزءًا من احتياجات السوق الفيتنامية. وقد تعهد صندوق الاستثمارات العامة السعودي بدعم مشاريع بنية تحتية ضخمة في فيتنام، مما يعزز مكانتها كبوابة آسيوية للاستثمارات القادمة من الشرق الأوسط.

وفيما يتعلق بقطر، التي تُعد شريكًا رئيسيًا آخر في منطقة الخليج، ترى فيتنام فرصة لتعزيز وجودها في قطاع الحلال، حيث يستهدف السوق القطري، الذي يُقدر بقيمة 156 مليار دولار، منتجاتها من المأكولات البحرية والصادرات الزراعية. ومن المتوقع أن تؤدي الجهود المشتركة في مجالات مثل شهادات ومعايير الحلال إلى دخول المنتجات الفيتنامية للسوق القطري، مما يعزز مكانتها كمورد رئيسي لمنتجات الحلال في المنطقة.

من خلال هذه التوجهات والسياسات، تسعى فيتنام إلى بناء علاقات قوية ومستدامة مع العالم العربي، بما يدعم التنمية المتبادلة ويعزز الرؤى الاقتصادية المشتركة بين الطرفين، تماشيًا مع رؤية فيتنام 2030.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.72
USD
4.02
EUR
4.81
GBP
267531.69
BTC
0.52
CNY