وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل الفلسطينيين المعروفة باسم "أنروا" هي منظمة دولية تأُسِّست بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1949 تعمل على تقديم الدعم والحماية لحوالي6 مليون لاجئ فلسطيني مسجَّلين لديها في الأردن، لبنان، سوريا، الضفة الغربية وقطاع غزة. وتعتمد الأونروا في تمويلها على التبرُّعات الطوعية التي تقدِّمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة.
صوتت الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروعي قانونين يهددان مستقبل "الأونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة. القانون الأول بحظر عمل "الأونروا" في القدس المحتلة، أما القانون الثاني فيشمل سحب الامتيازات والحصانات الممنوحة لموظفي الوكالة الأممية،
والأسوأ من ذلك ان كنيست "الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" كما يروجون لذلك، صوتت أيضا على قرار تصنيف (الأونروا) منظمة "إرهابية"، ويطالب الحكومة الإسرائيلية، بقطع العلاقات وتعتبر المصادقة على هذه القوانين بمثابة إعلان حرب على "الأونروا" لإنهاء دورها، كمقدمة للقضاء على قضية اللاجئين. الواضح ان إسرائيل عندما تعتدي تصنف عملها دفاعا عن النفس وعندما تقوم الانروا بخدمات إنسانية تصنفها إسرائيل بالارهابية. والعالم "الحر" ينظر ولا يعمل أي شيء. حتى حلفاء إسرائيل الرئيسيين (بريطانيا، فرنسا وألمانيا) أدانوا قرار الحظر الاسرائيلي للانروا لكنهم لم يتخذا إجراءات عقابية ضد إسرائيل أو الإعلان عن نيتهم اتخاذ مثل هذه الإجراءات لردع إسرائيل عن قرارها، ولذلك تبقى الإدانة مجرد حبر على ورقة وكلام فارغ.
في العام 1967 وقعت إسرائيل على اتفاقية "كوماي مكليمور" مع الأنروا تقوم إسرائيل بموجبها تسهيل مهام عمل الأونروا وحماية مقراتها وضما ن حرية تنقل طواقمها ومنحهم الحصانة. عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها، أحمد أبو هولييرى ان قرار سحب امتيازات الأونروا سيؤثر سلبيا وبشكل كبير على مركز الوكالة بحي الشيخ جراح في القدس المحتلة، وما تديره من مدارس وعيادات وما تقدمه من خدمات لـ200 ألف لاجئ فلسطيني في المدينة ومحيطها كما سيؤثر أيضا على الخدمات التي تقدمها الانروا في 19 مخيماً للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وهنا لا بد من الإشارة الى ان الانروا فقدت حتى الآن 231 موظفاً من كادرها في قطاع غزة.
وأخيرا...
تكاثر المبعوثين الأمريكيين الى لبنان في الأيام الأخيرة يعني أن شيئا يلوح في الأفق. وليس من المستبعد ان تكون صفقة وقف الحرب جاهزة والأكيد لصالح إسرائيل.