توجد اهمية ومكانة خاصة للرياضة في الاسلام ، هذا ما يؤكده الاستاذان علي ابوريا ود.امين مقطرن في كتابهما "الرياضة والتربية البدنية عند المسلمين". الذي قاما باصداره قبل قرابة العشرين سنة. وجاء في الكتاب،
جعل الاسلام مسؤولية تربية الاولاد البدنية على الوالدين وهدف الاسلام عن الاعداد البدني للفرد ان يكون سليم الجسم قوي البنية قادراً على مواجهة الصعاب التي تعترضه ، معافى من الامراض والعلل التي تشل نشاطه وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم " المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضغيف وفي كل خير ".
المصدر نفسه يؤكد ان من توجيهات الاسلام الحث على ممارسة بعض الرياضات التي كانت موجودة في ذلك الوقت ، تذكر على سبيل المثال لا الحصر ، الرمي والعدو والمصارعة وركوب الخيل وحتى السباحة والتي لم يمارسوها في ذلك الوقت. في ص ١٥ يشير الاستاذان الى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حث على الرمي "عليكم بالرمي فإنه من خير لهوكم".
كما ومارس المسلمون رياضة الجري على الاقدام وتسابق فيه الصحابة وروي ان الخليفة علي بن ابي طالب رضي الله عنه كان عداء سريع العدو ، وقد سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجته عائشه رضي الله عنها مباسطة لها وتطيياً لنفسها وتعليماً لاصحابه ، فقالت عائشة : "سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته حتى ارهقني اللجم ، اي سمنت ، سابقني فسبقني" فقال: "هذه بتلك " يشير الى المره الاولى.
في ص ٢١ هناك اشارة إلى ان المصارعة كانت معروفة عند المسلمين ، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "علموا اولادكم السباحة والرياضة والرماية ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثباً ".
كما وفي ص ٣٥ نرى ان الاسلام اجاز اقامة السباقات والمباريات واجاز كذلك اعطاء الجوائز من طرف واحد ومنع المراهنة والتي هي نوع من انواع القمار . حث الاسلام على العاب وفعاليات عرفت في كتب العرب باسماء متعددة اغلبها فارسي مثل "الصوالجة" او "الصولجان" او "الطشجان" وهي ما تعرف بلعبة "البولو" وكان هارون الرشيد اول من لعبها.
نشير الى ان الاسلام حرم الواناً من الرياضة والترفيه لمفاسدها واضرارها ومنها التحريش بين البهائم اي تسليط الحيوانات على بعضها البعض وما تسمى اليوم مصارعة الثيران وهي الرياضة القومية الاسبانية ، حيث مارسها الاسبانيون من قبل ما يزيد على الفي سنة وهي رياضة عنيفة ، قاتلةج ، كذلك منع الاسلام تصويب السهام على الحيوانات وروي ابن عباس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لا تتخذوا شيئاً فيه الروح غرضاً".
في ص ٧١ من نفس المصدر ذكر لوقت الرياضة، انتبه علماء المسلمين الى حقيقة علمية هامة وهي وقت الرياضة وخاصة الوقت الذي يجب انتظاره بعد الاكل فيقول ابن القيم في ذلك " وقت الرياضة: بعد انحدار الغداء وكمال الهضم".
اما ابن سيناء فيقول في ذلك : "وقت الشروع في الرياضة يجب ان يكون البدن نقياً وليس في نواحي الاحشاء والعروق كيموسات خامة ردئية تنشرها الرياضة في المعدة والكبد والعروق وقت غذاء اخر .. ولهذا قيل ان الحال اذا او جبت رياضة شديدة فبالحري ان لا تكون المعدة خالية جداً بل يكون فيها غذاء قليل....
ثم ان يرتاض ممتلئاً خير من ان يرتاض خاوياً وان يرتاض حاراً او رطباً خير من ان يرتاض والبدن بارد او جاف واصوب اوقاته الاعتدال.. ثم يشتغل بالرياضة ويتدللك اولاً للاستعداد دلكاً ينعس الغريزه ويوسع المسام ... ويكون ذلك بأيد كثيرة ومختلفة اوضاع الملاقاة ليبلغ ذلك جميع شظايا العقل.. فيجب ان يدفأ في الشتاء المكان ويسخن ليعتدل وتستعمل الرياضة.
في الوقت الاصوب بحسب ما ذكرنا من انهضام الغذاء ونقص الفضل.
في ص ٧٦ من نفس المصدر يشير الى الرياضة في الشعائر الاسلامية حيث يقول ابن القيم في تفصيل الحركة في العبادات الاسلامية "ولا ريب ان الصلاة نفسها فيها، من حفظ صحة البدن واذابة اخلاطه وفضلاته، ما هو انفع شيء له سوى ما فيها: من حفظ صحة الايمان ومن الامور لكثير من الامراض المزمنة ومن انشط شيء للبدن والروح والقلب.
كما وحث الاسلام على العناية بالابدان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "النظافة من الايمان". الشكر والتقدير للشيخ المربي علي أبو ريا وللدكتور أمين مقطرن على هذا البحث الهام في موضوع الرياضة والاسلام.